الجمعة 5 سبتمبر 2025

ثقافة

مكتبة برمنجهام.. صرح معماري ومنارة فكرية في قلب بريطانيا

  • 3-9-2025 | 18:35

مكتبة برمنجهام

طباعة
  • دعاء برعي

في قلب برمنجهام ثاني أكبر المدن البريطانية، تتبلور ملامح مكتبة برمنجهام شامخة، ومنارة فكرية وثقافية، تجمع بين أصالة التاريخ وحداثة المعمار، وتتجدث باسم ثقافة المجتمعات المتحضّرة، فالمكتبة مساحة للهدوء، والتأمل، والتفكر، ولا تخلو من أن تكون مؤسسة عامة تُكرّس قيم التعلم المستدام، والانفتاح الثقافي، والعدالة المعرفية، لتكون خير شاهد ومثال حيّ على أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الإنسان، وفي المستقبل.

وفي مثل هذا اليوم 3 سبتمبر عام 2013، فتحت المكتبة أبوابها للجمهور، لتصبح واحدة من أكبر المكتبات العامة في أوروبا، وأكبر مكتبة عامة في المملكة المتحدة من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 31,000 متر مربع. تُدار تحت إشراف مجلس مدينة برمنجهام، وتتاح للجمهور مجانًا.

تحفة معمارية

وللوهلة الأولى يقع نظر الزائر على طابع المكتبة المعماري الفريد، الذي صممته المهندسة المعمارية الهولندية فرانسِين هووبرتو بين مزيج من الزجاج والمعدن، تغطيه دوائر متداخلة ترمز إلى الترابط بين المعرفة والمجتمع، وتشكل تراث الصناعات المعدنية التي اشتهرت بها برمنجهام في القرن التاسع عشر.

ويتكون المبنى من عشرة طوابق، منها أربعة تحت الأرض. ويحتوي على مجموعة من المساحات العامة، والمرافق متعددة الوظائف، من بينها مسارح، واستوديوهات رقمية، وغرف اجتماعات، ومساحات للقراءة، وأخرى للأطفال، وحدائق على الأسطح تقدم مشاهد بانورامية خلابة لأفق المدينة.

كنوز تاريخية

وتضم مكتبة برمنجهام ملايين الكتب والوثائق والمصادر، حيث تحتوي على أكثر من مليون كتاب تغطي مختلف فروع المعرفة، إلى جانب مجموعات أرشيفية نادرة، أبرزها مجموعة شكسبير التي تُعد من أضخم المجموعات في العالم المخصصة لأعمال الكاتب المسرحي الشهير، وتضم أكثر من 43 ألف عمل بلغات متعددة.

كما تضم المكتبة أرشيفات هائلة تُوثق التاريخ المحلي للمدينة، بما في ذلك سجلات عمرها أكثر من 400 عام، وصور فوتوغرافية، ومخطوطات، وخرائط نادرة، ما يجعلها مقصدًا للباحثين والمؤرخين من مختلف أنحاء العالم.

ويعد أهم ما يميز مكتبة برمنجهام أنها لا تؤدي دورها كمكتبة فقط، ترمز لحياة ثقافية واجتماعية في المدينة، فتستضيف على مدار العام عشرات الفعاليات، من بينها معارض فنية، وندوات فكرية، وأمسيات شعرية، وورش عمل تعليمية، تستهدف الفئات العمرية كافة.

تولي المكتبة اهتمامًا كبيرًا بالأطفال والشباب، من خلال برامج تربوية وتفاعلية تعزز من مهارات القراءة والتفكير النقدي، وتعمل على دمج التكنولوجيا في عملية التعلم. كما توفر خدمات دعم للباحثين، والطلاب، وروّاد الأعمال، بما في ذلك قاعات دراسية، وخدمة الإنترنت المجاني، ومرافق تكنولوجية حديثة، فنجحت في جذب ملايين الزوار منذ افتتاحها.

جوائز

حصدت المكتبة عدة جوائز تقديرية دولية، بفضل رؤيتها ودورها في تعزيز التنمية المجتمعية، كما أصبحت نموذجًا يحتذى به في كيفية دمج الثقافة في مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة