في ذكرى المولد النبوي الشريف، تعود الذاكرة إلى أحد أبرز الأصوات التي خلدت حب رسول الله ﷺ في قلوب الجماهير، الفنان الكبير محمد الكحلاوي، صاحب رائعة "لأجل النبي" التي باتت رمزًا للاحتفال بهذه المناسبة العطرة.
رحلة الكحلاوي لم تكن فنية فقط، بل إنسانية وروحانية، بدأت من ملاعب كرة القدم وعشقه لنادي الزمالك، مرورا بالغناء الشعبي والسينما، وصولا إلى مرحلة العطاء الأكبر في الإنشاد الديني، التي أكسبته لقب "مداح الرسول".
ترك وظيفته في السكك الحديدية ليبدأ مشواره مع الغناء، ثم عمل كومبارس قبل أن تضعه الصدفة على المسرح في إحدى الحفلات، لتكشف موهبته أمام الجمهور،تنقل بين الألوان الغنائية، فقدم الأغنية البدوية والدينية، وكان أول نقيب للموسيقيين قبل أن يتنازل عن المنصب لعبد الوهاب.
ومع مرور السنوات، غلب الجانب الديني على مسيرته، فقدم مئات الأناشيد والسير والأوبريتات التي ارتبطت في وجدان الناس بالمناسبات الدينية،عرف بعشقه لآل بيت النبي ﷺ، وأدى الحج 40 عامًا متواصلة، وشيد مسجدا حمل اسمه بجوار مدافن الإمام الشافعي، حيث قضى خلواته الأخيرة.