السبت 6 سبتمبر 2025

عرب وعالم

الاتحاد الأوروبي يسعى لتعزيز العلاقات مع الهند وسط توتر مع الولايات المتحدة

  • 5-9-2025 | 16:12

الاتحاد الاوروبي

طباعة
  • دار الهلال

رأت شبكة "يورونيوز" الأوروبية أن هناك ضغطا متزايدًا من الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات مع الهند؛ في وقت تنهار فيه العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة.

لكن المشهد الذي أثار غضب بروكسل هو إمساك رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء مشاركتهما في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، الصين.

وكان الاجتماع - الذي استمر يومين - قد تم تنظيمه بعناية لعرض بديل للنظام الدولي القائم على القواعد الغربية، وهو ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينج عندما انضم إلى مصافحة مودي-بوتين.

لكن بدلاً من التنديد أو الانتقادات، اختار الاتحاد الأوروبي سياسة التوفيق. فبعد أيام قليلة من القمة المثيرة للجدل، أجرت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وأنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، مكالمة هاتفية مشتركة مع مودي، حيث رحبا بشكل "حار" انخراطه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقالا في بيان مشترك: "للهند دور مهم في دفع روسيا لإنهاء حربها والمساهمة في إيجاد مسار نحو السلام".. وأضاف البيان: "نخطط في المستقبل القريب للاتفاق على أجندة استراتيجية مشتركة في قمة الاتحاد الأوروبي والهند، والتي من الممكن أن تعقد في أقرب وقت ممكن عام 2026".

وفي وقت تعصف فيه التحولات الجيوسياسية العنيفة بالعلاقات القديمة وتزيد من قلق الدول، يسعى الاتحاد الأوروبي جاهداً للعثور على شركاء جدد للتعامل مع هذه الضغوط. والهند، التي تعد أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، برزت كأحد أكثر الشركاء المرغوب فيهم.

وعلى الورق، تحقق الهند جميع المعايير المطلوبة: اقتصاد سريع النمو وقوة عمل شابة وقطاع تكنولوجيا متنامٍ وموقع جغرافي استراتيجي ونظام ديمقراطي.

وتزدهر التجارة بين الاتحاد الأوروبي والهند: حيث بلغت قيمة السلع المتبادلة بين الجانبين 120 مليار يورو العام الماضي، متفوقة على 132 مليار دولار (113 مليار يورو) من السلع المتبادلة بين الهند

والولايات المتحدة. ويعمل نحو 6000 شركة أوروبية في الهند، مما يخلق مليوني وظيفة مباشرة و6 ملايين وظيفة غير مباشرة.

ويشمل التعاون الثنائي بين الهند والاتحاد الأوروبي مجالات متنوعة مثل تغير المناخ والطاقة الخضراء والأمن البحري والكوارث الطبيعية وتبادل الطلاب. وتعتبر الهند ثاني دولة، بعد الولايات المتحدة، التي أنشأت "مجلس التجارة والتكنولوجيا" مع الاتحاد الأوروبي.

وتشير الشبكة الأوروبية إلى أنه في الوقت التي تعد فيه العلاقات الأوروبية مع روسيا في أسوأ حالاتها، وفي ظل تصاعد التوترات، يعكف الاتحاد الأوروبي على تعزيز علاقاته مع الهند لتكون شريكًا رئيسيًا في مواجهة تحديات العالم المعاصر.