الأربعاء 29 مايو 2024

هل تمزق انتفاضة «إيران» الخريطة الفارسية؟.. مراقبون: تمويل الميلشيات سبب رئيسي لاندلاع التظاهرات.. وما يحدث جرس إنذار لنظام خامنئي.. وسياسة طهران الخارجية لن تتغير

تحقيقات1-1-2018 | 17:32

الدكتور بشير عبد الفتاح: الشعب الإيراني أدرك أن أمواله تنفق في دعم الميليشيات الشيعية

خبير استراتيجي: الاحتجاجات الإيرانية جرس إنذار للنظام الحاكم

اللواء جمال مظلوم: تمويل إيران للميليشيات في المنطقة أحد أسباب التظاهرات الحالية

لليوم الخامس على التوالي تستمر التظاهرات الإيرانية الغاضبة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وأكد خبراء استراتيجيون أن الاحتجاجات في طهران بمثابة جرس إنذار للنظام الحاكم الداعم للميليشيات الشيعية المسلحة في عدد من الدول العربية مثل اليمن وسوريا والعراق، موضحين أن الشعب تحمل أعباء الحرب بالوكالة التي تتبعها إيران لتنفيذ الحلم الفارسي ورغبة نظام المرشد في التمدد إقليمياً.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب النظام بالكف عن التدخل في سوريا والاهتمام بالوضع الداخلي في ظل غلاء أسعار السلع الأساسية والوقود، فيما تعاملت الشرطة مع المتظاهرين بقوة فاعتقلت العشرات، وأسفرت الاحتجاجات أيضاً عن مقتل نحو 14 شخص.

تمويل الميليشيات

اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، قال إن السياسة الإيرانية في عداء مع عدد كبير من دول العالم ما جعلها تتعرض لعقوبات دولية رفعت نسبيا عام 2015، مضيفا أن استمرارها في نهجها في تهديد الدول جعل الولايات المتحدة الأمريكية تعيد فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب تجاربها الصاروخية.

وأضاف في تصريح لـ«الهلال اليوم» أن السياسات الخارجية الإيرانية أدت إلى الوضع الاقتصادي الحالي هناك ما جعل الشعب يتحرك رفضا لهذه السياسات والتي منها الدعم الذي قدمته إلى الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، مؤكدا أن دعمها وإرسالها قوات خارج البلاد إلى هذه الدول أضاف أعباء على ميزانيتها.

وأوضح مظلوم أن إيران أمدت الحوثيين في اليمن بالأسلحة والصواريخ الباليستية باهظة التكلفة ومولت حروب في المنطقة وكان هذا أحد أسباب الحراك الشعبي المعارض المستمر منذ خمسة أيام في طهران، مضيفا أن الأيام المقبلة ستوضح نتائج هذا الحراك لأنه قوبل بسياسة القمع الشديد مثلما حدث خلال فترة انتخاب الرئيس السابق أحمدي نجاد.

وأشار إلى أن تبعات المظاهرات المعارضة حتى الآن لم تتضح بعد وما إن كان سينجح المتظاهرون في مطالبهم ويتغير النظام الحاكم أم هل سيقمع وينتهي، مضيفا «نتمنى نظام حكم معتدل وخاصة أنه اتضح تأثير قوى إقليمية مثل إيران وتركيا وإسرائيل على الأوضاع العربية، وربما يكون الحراك في إيران خطوة لتغيير علاقاتها مع الدول العربية وسياساتها الخارجية».

جرس إنذار

فيما قال اللواء محمود زاهر، الخبير الاستراتيجي، إن الشعب الإيراني بدأ في الاحتجاجات بسبب الأوضاع الاقتصادية والغلاء، مضيفا أن ما يحدث في إيران هو جرس إنذار للنظام الحاكم أن الشعب له حقوق عندما تؤخذ منه دون مبرر ولا يعود الأمر عليه بالنفع يتحرك بشكل قابل للتصاعد وهو ما حدث عندما توسعت السياسة الخارجية الإيرانية خارج حدودها.

وأضاف «زاهر»، في تصريح لـ«الهلال اليوم» أن إيران حملت نفسها أعباء بدعمها السياسي خارج حدودها والذي أصبح الشعب يدفع ثمنه، مضيفا أنه «من الوارد أن السياسة الخارجية الإيرانية والتفكير خارج الحدود في بلاد مثل اليمن وسوريا والعراق أثقل ميزانيتها بأعباء تحملها الشعب الإيراني الأولى بالرعاية والدعم».

وأوضح أن الأيام المقبلة ستوضح نتائج الحراك إلا أن إيران ماضية في سياساتها تجاه الدول العربية، قائلا «لا أعتقد أن إيران ستراجع حساباتها بدعم الميليشيات الشيعية في المنطقة مهما تكلف الشعب الثمن، فهي لها آمال وطموحات خارج حدودها ولن تتراجع إلا في حالة الردع من الطرف الآخر المستهدف وهو الدول العربية».

نزعة الهيمنة لن تتراجع

قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الشعب الإيراني بدأ احتجاجاته لأسباب اقتصادية بسبب ارتفاع أسعار السلع الرئيسية والوقود وكذلك التدخل الإيراني في دول عربية كدعم الحوثيين في اليمن، مضيفا أن الشعب أدرك أن أمواله تنفق في أحداث وبنود لا تعود عليه بالنفع مثل دعم الميليشيات الشيعية والحروب بالوكالة خارج البلاد مثلما حدث في اليمن والعراق وسوريا.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني قدم وعودا للشعب لم يحقق أي منها بعد انتخابه كما أنه اقترب من التيار المتشدد في طهران، موضحا أن الشعب يريد مزيد من الحرية إلا أن الحرس الثوري الإيراني يحكم سيطرته على مقاليد الحكم هناك، فضلا عن فقد الكثير لمدخراتهم في شركات تمويل أفلست والتي وصل عددها لنحو 6 آلاف شركة".

وأوضح عبد الفتاح أن الأسباب السياسية والاقتصادية هي المحرك الأساسي للحراك لأنه رغم أن إيران دولة غنية وتعتبر ثاني منتج للنفط والغاز في العالم إلا أن الأوضاع تتردى ولا يجد الشعب عوائد عليه، مضيفا أن المغامرات الإيرانية خارج حدودها في اليمن وسوريا والعراق وإنفاق المليارات في دعم الميليشيات الشيعية هناك تسيطر على نسبة كبيرة من الميزانية.

وأشار إلى أن نظام المرشد والحرس الثوري الإيراني لديهم رغبة في السيطرة إقليميا وغير مستعدين على التراجع بسبب نزعتهم للهيمنة وطموحات التدخل والحلم الفارسي في المنقطة، موضحا أن الناتج عن الحراك ربما يكون بإصلاحات اقتصادية وتعديل سياسات الاستثمار والرواتب داخليا أما السياسية الخارجية فلن تتغير".