الأحد 7 سبتمبر 2025

الإعلامية رباب المهدى: الإعلام رسالة تثقيف وتنوير.. ودورنا بناء وعى المجتمع

الإعلامية رباب المهدي

6-9-2025 | 14:17

هبة رجاء
وسط زخم البرامج وتعدد الوجوه على شاشات الإعلام، تظل هناك شخصيات تصنع الفارق بحضورها الهادئ ورؤيتها الواعية وإيمانها العميق برسالة الكلمة، من بين هؤلاء الإعلامية رباب المهدى، التى اختارت أن يكون الإعلام عندها وسيلة لبناء الوعى وتشكيل العقول، لا مجرد أداة للترفيه العابر. من خلال تجربتها على شاشة التليفزيون المصرى، قدمت برامج متنوعة تخاطب الأسرة والمرأة والشباب، واضعة نصب عينيها هدفاً واحداً أن يكون للإعلام دور فى بناء مجتمع قوى ومتماسك. وفى هذا الحوار، فتحت رباب قلبها لـ«الكواكب» لتكشف عن رسالتها الإعلامية، وطموحاتها المستقبلية، ورغبتها فى تقديم برنامج يوجه للأطفال ويغرس فيهم القيم الوطنية والاجتماعية منذ الصغر، مؤكدة أن دعم زوجها ودعوات والدتها هما سر نجاحها، كل هذا وغيره فى الحوار التالى. بداية.. ما الفكرة التى يقوم عليها برنامج “طعم البيوت”؟ البرنامج يوجه بالأساس إلى الأسرة المصرية بوجه عام، وإلى المرأة بوجه خاص، باعتبارها المحرك الأساسى لبناء الأسرة ونهضة المجتمع، فهو يسعى إلى تثقيفها فى مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والصحية والسياسية وغيرها، وتمكينها من مواجهة التحديات اليومية التى قد تعترضها، كما يركز على إبراز الدور المحورى للمرأة فى ظل الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة للنهوض بالمجتمع المصرى والارتقاء به، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن تمكين المرأة وتزويدها بالوعى والمعرفة ضرورة أساسية لبناء مجتمع متماسك ومتقدم. باعتباركِ وصفتِ المرأة بأنها حجر الزاوية فى بناء المجتمع.. ما الدور الذى تؤديه البرامج الموجهة للمرأة والأسرة فى المرحلة الحالية؟ المرأة بحكم دورها كأم ومربية هى المسئول الأول عن تنشئة جيل كامل، فهى قادرة على أن تكون خط الدفاع الأول فى مواجهة محاولات النيل من استقرار المجتمع وإضعاف جهوده، ولهذا فمن الضرورى أن تكون المرأة على وعى تام بما يدور حولها، وأن تمتلك ثقافة واسعة ورؤية أعمق تمكنها من غرس القيم الأخلاقية والمبادئ النبيلة فى أبنائها، الذين يمثلون امتداد الأسرة ومستقبل الوطن، ومن هنا تأتى أهمية هذه البرامج التى تعنى بتثقيف وتمكين المرأة، بما يجعلها قادرة على مواجهة التحديات والمساهمة الفاعلة فى بناء مستقبل أفضل لمصر. برأيكِ.. ما الدور التوعوى الذى تقدمه هذه النوعية من البرامج للمجتمع؟ هذه البرامج لا تكتفى بطرح قضايا نظرية، بل تسعى إلى تبسيط التحديات التى قد يمر بها المجتمع، وتوضيح الحقائق، ورفع مستوى الوعى لدى المشاهد، الأمر الذى يساعد على خلق جدار منيع يحمى الأسرة المصرية من محاولات التشويه والعبث. وبهذا الشكل، يصبح الإعلام شريكاً أساسياً فى بناء مجتمع متماسك، عصى على كل معتدٍ، بفضل وعى أبنائه وإدراكهم لطبيعة ما قد يحاك ضد وطنهم. .. وماذا عن برنامج “شباب على الهوا”؟ الشباب هم القلب النابض لمصر وعماد مستقبلها، وهم الثروة الحقيقية التى لا تنضب، لذلك جاء برنامج “شباب على الهوا” ليضع هذه الفئة فى صدارة الاهتمام الإعلامي. فالتليفزيون المصرى، بحكم رسالته الوطنية، لم يغفل عن دور الشباب فى صياغة الحاضر وصناعة الغد، فقدم برنامجاً يخصهم مباشرة، يناقش قضاياهم، ويعرض طموحاتهم، ويُبرز ما يحققونه من إنجازات على مختلف المستويات. البرنامج يسعى إلى إظهار نماذج إيجابية قادرة على التغيير والإبداع، بهدف إلهام غيرهم وتشجيعهم على بذل الجهد فى سبيل تطوير أنفسهم وخدمة وطنهم، ومن خلال فقراته المتنوعة، يفتح “شباب على الهوا” مساحة للتعبير الحر، يلتقى فيها الشباب بأصواتهم الحقيقية، فيتبادلون الأفكار والخبرات، ويشاركون فى رسم صورة مصر التى يحلمون بها. لقد أثبت هذا البرنامج أن الشباب ليسوا مجرد متلقين للرسائل الإعلامية، بل هم شركاء فى صياغتها، وحملة لواء العمل والإرادة والتحدى، بما يعكس حقيقة أن مصر دولة شابة، تضع مستقبلها بين أيدى أبنائها، وتثق فى قدرتهم على تحقيق النهضة المنشودة. ما أبرز طموحاتك فى المرحلة المقبلة؟ طموحاتى تنقسم إلى شقين، عام وشخصى، فعلى المستوى العام، أتمنى أن نقدم جميعاً كإعلاميين محتوى هادف، يتسم بالجودة والرصانة، ويخاطب العقول والوجدان معاً، بحيث يسهم فى بناء مجتمع مصرى قوى، واعٍ ومتماسك، قادر على مواجهة التحديات بروح واعية ومسئولة. أما على المستوى الشخصى، فأحلم بأن أواصل رحلة التطوير فى عملى الإعلامى، وأن أكون صوتاً يضيف قيمة حقيقية للمجتمع، أؤمن بأن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل رسالة ومسئولية تجاه كل فرد من أبناء هذا الوطن، لذلك أسعى لأن يكون لى دور تثقيفى وتوعوى فاعل، من خلال برامجى وحضورى الإعلامى، بحيث أساعد فى تشكيل وعى عام مستنير، وأكون جزءاً من الجهود الوطنية المبذولة للارتقاء ببلدنا، فاحترامى لهذه المهنة ينبع من قناعتى العميقة بأنها شريك أساسى فى بناء الأمم وصياغة مستقبلها. ما الفكرة الأقرب لقلبك إذا قُدم لك عرض لتقديم برنامج جديد؟ إذا أتيحت لى الفرصة لتقديم برنامج جديد، فسأختار أن يكون موجهاً للأطفال، لأنهم النواة الحقيقية لبناء المستقبل، والركيزة الأساسية لأى مجتمع يسعى إلى التقدم والازدهار، هذا البرنامج لن يقتصر على الترفيه أو تقديم محتوى تقليدى، بل سيكون مشروعاً متكاملاً لتثقيف الأطفال وتنوير عقولهم علمياً ومعرفياً، عبر تبسيط العلوم والمفاهيم الحياتية بطريقة تناسب أعمارهم وتفتح مداركهم على آفاق أوسع. كما سأحرص على أن يتضمن البرنامج جانباً تربوياً وقيمياً يزرع فى نفوسهم الانتماء الوطنى، ويغرس مبادئ الأخلاق والمسئولية الاجتماعية، حتى يكبروا وهم مدركون لقيمة الوطن وأهمية الحفاظ عليه، فأنا أؤمن بأن بناء طفل واعٍ ومثقف هو الضمانة الأولى لصناعة جيل قادر على مواجهة تحديات الغد، والدفاع عن بلده بعلم وفكر وحب صادق. بمعنى آخر، البرنامج سيكون بمثابة استثمار طويل الأمد فى عقول أبنائنا، هدفه صناعة أجيال مستنيرة تمتلك أدوات المعرفة، وتتشبث بالقيم النبيلة، وتسعى دائماً لنهضة مصر ورفعة شأنها بين الأمم. لمن توجهين كلمات الامتنان فى مشوارك؟ الامتنان شعور عظيم، ولا بد أن أقدمه لكل من كان سنداً وداعماً لى فى رحلتى الشخصية والعملية، فى المقام الأول أتوجه بالشكر والدعاء لوالدتى، فهى السبب الأول فى كل ما وصلت إليه، وبفضل دعواتها الصادقة التى كانت تسبقنى فى كل خطوة، فتح الله لى أبواب الخير والنجاح. ولا أنسى زوجى الإعلامى أحمد مدورة، الذى كان وما زال رفيق دربى والداعم الأول لى بعد الله سبحانه وتعالى، فقد منحنى من التشجيع والمساندة ما جعلنى أكثر إصراراً على الاستمرار ومواجهة التحديات، كما أعتبر والدته أمى الثانية، إحدى نِعم الله عليّ، فهى لم تبخل على يوماً بالدعاء والدعم، وكان لوقوفها بجانبى أثر كبير فى حياتي. وعلى الصعيد المهنى، يظل شكرى موصولاً لأستاذتى العزيزة نائلة فاروق، رئيسة التليفزيون المصرى، التى لم تبخل بتقديم الدعم والتوجيه، وكان لمساندتها دور محورى فى خطواتى العملية، إذ فتحت أمامى آفاقاً أوسع وأسهمت بشكل ملحوظ فى مسيرتى الإعلامية.