توالى التصعيد الإسرائيلي في مدينة غزة، شمال القطاع، وسط حركة نزوح لعشرات الأسر، بعد أن أعلن جيش الاحتلال عزمه استهداف ما تبقى فيها من مبانٍ، تمهيدًا لتوسيع عمليته العسكرية الرامية إلى السيطرة على المنطقة، تنفيذًا لأوامر حكومية صادرة الشهر الماضي.
ووجّه جيش الاحتلال، اليوم، أوامر بإخلاء المدينة بسرعة "دون تفتيش" نحو منطقة مواصي خان يونس، التي زعم أنها "منطقة إنسانية"، معلنًا في الوقت ذاته توسيع "المناورة البرية" ضمن عملية "عربات جدعون 2" الهادفة لاحتلال المدينة بالكامل.
وعقب ذلك، بدأ الفلسطينيون النزوح جنوبًا عبر شارع الرشيد على الطريق الساحلي، تحت وطأة القصف والتهديدات الإسرائيلية.

استمرار تدمير المنازل
كما وجّه جيش الاحتلال إنذارًا لعدد من المساكن في مدينة غزة، تمهيدًا لقصفها، بزعم وجود بنى تحتية لحركة "حماس" داخلها أو بجوارها.
وفي هذا السياق، دمّر برج السوسي السكني، الذي كان يؤوي مئات النازحين، في خطوة تباهى بها وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إذ نشر مقطع فيديو يوثق لحظة تدمير المبنى على منصة "إكس"، وكتب عليه: "مستمرون".
ووفق شهود عيان، أُلقيت أمتعة عائلات فلسطينية من نوافذ المبنى بعد تلقيها إنذارات بإخلائه، تمهيدًا لقصفه.
وأكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن استهداف الأبراج والعمارات السكنية يمثل "جريمة حرب وتهجيرًا جماعيًا قسريًا" لمئات آلاف المدنيين، مشددًا على أن الاستهداف يتم دون وجود أي أهداف عسكرية، وأن هذه الاعتداءات تندرج ضمن "جرائم حرب واضحة تؤدي إلى تهجير جماعي".
وأشار المكتب إلى أن أبراج غزة تخضع لرقابة ولا يسمح بدخولها إلا للمدنيين، معتبرًا مزاعم الاحتلال حول استخدامها من قبل مقاتلي "حماس" جزءًا من سياسة التضليل لدفع السكان إلى النزوح القسري.
وفي السياق ذاته، قالت الأمم المتحدة إن التصعيد الإسرائيلي واستهداف المباني المدنية يجبر المزيد من الفلسطينيين على النزوح مرارًا وتكرارًا، مشيرة إلى تسجيل ثلاثة آلاف حالة نزوح من شمال القطاع إلى جنوبه خلال اليومين الماضيين.

حصيلة الشهداء
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم السبت، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 68 شهيدًا (بينهم 8 انتُشلوا من تحت الركام) و362 مصابًا، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وبذلك، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 64,368 شهيدًا و162,367 مصابًا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.