قال الدكتور أيمن سمير، خبير
العلاقات الدولية، إن الدول العربية ترى أن التظاهرات الإيرانية المستمرة منذ خمسة
أيام هي قضية داخلية لا يجب التدخل فيها، مضيفا أن هذه التظاهرات تصب في صالح
الدول العربية وخاصة أن المتظاهرين يرفعون شعار عدم التدخل في مجريات الأحداث في
دول عربية كسوريا والعراق واليمن.
وأوضح في تصريح لـ "الهلال
اليوم" أن التظاهرات أيا كان ما ستصل إليه فسيكون مكسبًا للدول العربية لأنه
السياسة الإيرانية ستأخذ هذا الحراك في الحسبان خلال النظر في سياساتها الخارجية
سواء تغير النظام أم استمر، مضيفا أن الأحداث الداخلية أكثر تأثيرا على سلوك الدول
الخارجي مثلما حدث في تركيا قبل وبعد حاول الانقلاب في يوليو 2016.
وأضاف سمير أنه إن لم ينجح الحراك
المعارض في طهران في تغيير النظام فسيجعل النظام يفكر فيما رفعه المتظاهرون من
شعارات تطالب بالاهتمام بالشأن الداخلي الإيراني والكف عن التدخل في سوريا واليمن
وربما يتبعه تغيير الأجندة المتعلقة بالسياسية الخارجية، موضحا أن إعلان الولايات
المتحدة الأمريكية دعمها للتظاهرات ليس في صالح قضية المحتجين.
وأكد أن الولايات المتحدة تدرك أن
تغيير النظام في إيران ليس في صالحها فلا تريد له أن يسقط وفي الوقت نفسه تريد أن يظل
التظاهر شوكة في ظهر النظام الإيراني، مشيرا إلى أن النظام الإيراني يرى نفسه
دائما يواجه دول الاستكبار العالمي ويقوم على عدائه للولايات المتحدة وإسرائيل
وإعلان أمريكا تأييدها للتظاهر يضر بقضية المتظاهرين.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى
أن الولايات المتحدة ومنذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 ترى ضرورة الاحتواء المزدوج والاتصال بالطرفين، مضيفا
"بعد قيام ثورة الخوميني واحتجاز أعضاء السفارة الأمريكية لنحو 444 يوما لم
يجد الرئيس الأمريكي حينها جيمي كارتر من يتواصل معه للإفراج عن الرهائن لأنه لم
يكن لأمريكا تواصل بنظام الشاه ولا من الخوميني.