قد لا تدرك الكثير من الزوجات أن جذور بعض المشكلات الزوجية تعود إلى سنوات بعيدة من حياة الرجل، وتحديدًا طفولته، فالتجارب القاسية أو الصدمات التي يتعرض لها الطفل قد تترك بصمة عميقة في شخصيته وتنعكس لاحقًا على سلوكه في الحياة الأسرية، ولذلك نستعرض مع استشاري نفسي أهم أنواع الصدمات التي قد يمر بها الزوج في طفولته وكيف تؤثر على علاقته بشريكته، وأهم النصائح التي تساعد المرأة على التعامل الواعي مع الرجل.
ومن جهته يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن هناك الكثير من الصدمات التي قد يمر بها الرجل أثناء طفولته، وتؤثر فيما بعد على علاقته بزوجته وأولاده، ومنها ما يلي:

-الجفاء العاطفي والاهمال من جانب الأم.
-سلوكيات الأب، فإذا كان قاسيًا أو عنيفًا، يكبر الطفل وهو يحمل بداخله استعدادًا لممارسة العنف أو صعوبة في تحمل المسؤوليات عند دخوله الحياة الزوجية.
-النشأة في بيئة أسرية مضطربة، تجعل الزوج يظهر أمام المجتمع بصورة ودودة أو ناجحة، لكنه داخل البيت يظهر طباعًا أخرى مرتبطة بجروحه القديمة، ما يؤدي الي شعور الزوجة بالحيرة بين التمييز بين الطباع الشخصية الطبيعية وبين السلوكيات الناتجة عن صدمات الطفولة.
-خيانة الأم، حيث يترك هذا الموقف أثرًا سلبيًا بالغًا يجعله ينظر إلى النساء جميعًا بعين الشك والريبة.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أن الزوجة عليها أن تدعم شريكها الذي عانى من صدمات الطفولة، من خلال اتباع الخطوات التالية:
-التحلي بالصبر والوعي، وعدم الضغط على نقاط ضعفه أو إثارة الذكريات المؤلمة.
-الادراك أن دورها ليس علاج زوجها نفسيًا بالكامل، وإنما مساعدته على تقبل العلاج المهني وتشجيعه على خوض التجربة مع مختص.
-الابتعاد عن التصرفات الخاطئة التي قد تزيد من معاناة الزوج، مثل التجريح أو المقارنة أو الاستهزاء بمشكلاته، فهذه الممارسات لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة وتعميق الفجوة العاطفية بين الطرفين.
-الادراك أن بناء علاقة صحية مع رجل عانى في طفولته يحتاج إلى قدر كبير من التفهم والرحمة، مع الاتفاق على أن كلا الطرفين بشر، لديهم عيوب وأخطاء.
-يجب وعي الزوجة بان العلاقة الزوجية الناجحة تقوم على القبول والدعم المتبادل، والتغاضي عن بعض الهفوات، مع السعي الدائم نحو إصلاح ما يمكن إصلاحه.
واختتم حديثه مؤكدا، أن العلاج النفسي المتخصص يظل عاملًا حاسمًا في تجاوز آثار صدمات الطفولة، لكنه يصبح أكثر فاعلية عندما يحاط الزوج بدائرة من الأمان العاطفي داخل أسرته، تشاركه فيها زوجته بوعي وتفهم.