الثلاثاء 9 سبتمبر 2025

ثقافة

كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية يدعو لإعادة قراءة وتفعيل فكر الأمير طلال في التنمية المستدامة

  • 9-9-2025 | 11:42

د.سامح فوزي

طباعة
  • دعاء برعي

قدّم الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، قراءة معمّقة في المشروع التنموي متعدد الأبعاد الذي أسسه الأمير طلال بن عبد العزيز، من زاوية فكر الاستدامة، موضحًا أن ثمة فرقًا جوهريًا بين "فكر الاستدامة" و"التنمية المستدامة".

 وأشار فوزي خلال جلسة حوارية نظمتها مكتبة الإسكندرية بعنوان "الأمير طلال والتنمية المستدامة" تحت شعار "التنمية المستدامة نهج مؤسسي"، ضمن جدول فعاليات النسخة السادسة من معرض "طلال.. تاريخ تقرأه الأجيال"، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وعدد من الشخصيات الفكرية والدبلوماسية والثقافية البارزة، إلى أن فكر الاستدامة، مفهوم قديم يرتكز على العلاقة بين الأجيال، ويهدف إلى تحقيق العدالة في استخدام الموارد بين الجيل الحالي والأجيال المقبلة، بما يضمن استمرارية الحياة والكرامة الإنسانية عبر الزمن.

 

وأوضح أن التنمية المستدامة تمثل صيغة حديثة ظهرت في العقود الأخيرة، واكتسبت طابعًا مؤسسيًا ومنهجيًا، إذ تجمع بين أهداف اقتصادية واجتماعية وإنسانية، وتضع في اعتبارها التحديات البيئية والمناخية. وهي ليست مجرد إطار نظري، بل منظومة متكاملة من السياسات والبرامج التي تسعى إلى التوفيق بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة.

 

وأبرز كبير باحثين مكتبة الإسكندرية أن الأمير طلال قدّم نموذجًا فريدًا يجمع بين احترام التراث والحضارة التي ينتمي إليها، والانفتاح على العالم الخارجي من منطلق إنساني، حيث لم يكن الانفتاح لديه مرادفًا للتبعية، بل كان قائمًا على الندية والإسهام المتبادل. وقد تجلى ذلك في رؤيته للحوار، واحترام الكرامة الإنسانية، ورفضه للهيمنة الفكرية أو السياسية، مما جعله من أوائل المفكرين العرب الذين دعوا إلى بناء مؤسسات تنموية مستقلة، ذات طابع إنساني وتشاركي.

 

ولفت إلى أن الأمير طلال لم يكتف بتأسيس مؤسسات تنموية، بل حرص على أن تكون هذه المؤسسات حاضنة لفكر الاستدامة، من خلال برامج تعليمية، ومبادرات لتمكين المرأة والشباب، ومشروعات لمكافحة الفقر، وكلها ترتكز على مبدأ العدالة بين الأجيال، والمشاركة المجتمعية، والشفافية في إدارة الموارد.

 

واختتم الدكتور سامح فوزي مداخلته بالتأكيد على أن فكر الأمير طلال في التنمية المستدامة لا يزال صالحًا وملهمًا في مواجهة التحديات المعاصرة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والبيئية التي تعصف بالعالم العربي، داعيًا إلى إعادة قراءة هذا الفكر وتفعيله من خلال مؤسسات قوية، وشراكات حقيقية، ورؤية استراتيجية تستند إلى الإنسان كقيمة ومركز لكل تنمية.

جاء تنظيم هذه الجلسة بالتزامن مع اليوم الدولي للعمل الخيري، ضمن فعاليات معرض "طلال.. تاريخ تقرأه الأجيال" الذي انطلقت نسخته الأولى عام 2020، وتنقل بين الرياض والكويت والقاهرة، وصولًا إلى مكتبة الإسكندرية هذا العام. ويضم المعرض 11 جناحًا توثق مسيرة الأمير طلال التنموية والثقافية، ويعرض مقتنيات شخصية، ووثائق نادرة، ومراسلات رسمية، ومؤلفات وأفلام توثيقية.

ويفتح المعرض أبوابه للجمهور يومي 8 و9 سبتمبر 2025، من الساعة 11 صباحًا حتى 7 مساءً، بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية، ويصاحبه نشاط ثقافي يتضمن ندوات فكرية حول رؤية الأمير طلال في التنمية والتعليم والتمكين، بالإضافة إلى جلسة خاصة لشهادات حية ومواقف إنسانية ممن عاصروه، وتوقيع بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية والجامعة العربية المفتوحة (فرع مصر) التي أسسها الأمير طلال، وتمتد فروعها اليوم إلى أكثر من 9 دول عربية.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة