حذرت المفوضية الأوروبية من أن النظام العالمي يشهد تفككاً متسارعاً يهدد أمن الاتحاد وازدهاره، مؤكدة أن الحل قد يكمن في اللجوء إلى التعدين الفضائي، بدءاً من القمر، لتأمين المواد الخام.
وذكر الاتحاد الأوروبي في بيان له أن دولاً خارج الاتحاد لم تعد شريكاً موثوقاً في تزويد أوروبا بالمواد الحيوية لتقنيات الطاقة منخفضة الكربون.
وأوضح البيان أن معادن مثل الليثيوم والنحاس والنيكل والعناصر النادرة ضرورية للطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية، في وقت لا يُستخرج معظمها داخل الاتحاد الأوروبي.
وحذرت المفوضية من احتمال تكتل الدول الغنية بهذه المعادن للتحكم في المعروض، على غرار ما تفعله "أوبك" في أسواق النفط، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويقيد وصول الاتحاد إلى هذه المواد، مهدداً استقلاله الاستراتيجي وانتقاله إلى الطاقة النظيفة.
ورغم الجدل، فإن التعدين الفضائي يحظى باهتمام متزايد، إذ تدعمه وكالات مثل “ناسا” الأميركية و”جاكسا” اليابانية. كما تسعى لوكسمبورج إلى أن تصبح مركزاً أوروبياً في هذا المجال، مع خطط لاستخدام الروبوتات لاستخراج المعادن من القمر والكويكبات الغنية بالمعادن النادرة والألمنيوم والتيتانيوم والمنجنيز، إضافة إلى الذهب والبلاتين.
وشدد الاتحاد الأوروبي على أن التحول في الطاقة رفع الطلب العالمي على المعادن بشكل غير مسبوق. وتُظهر التقديرات أن العالم سيحتاج خلال 25 عاماً إلى كمية من النحاس تعادل ما استُخرج طوال التاريخ البشري. كما يتوقع أن يرتفع الطلب الأوروبي على الليثيوم المخصص للبطاريات بمقدار 12 ضعفاً بحلول 2030 مقارنة بعام 2020، وبـ21 ضعفاً في 2050، في وقت لا ينتج الاتحاد أي ليثيوم محلياً.
وتواجه أوروبا تحديات كبيرة في تطوير التعدين داخل أراضيها بسبب المساحة المحدودة والكثافة السكانية العالية والقيود البيئية الصارمة، فضلاً عن معارضة المجتمعات المحلية، كما ظهر في فشل مشروع “ريو تينتو” لافتتاح منجم لليثيوم في صربيا.
في المقابل، عززت الصين موقعها الريادي في سلاسل توريد المواد الخام، إذ تسيطر على 40% من تكرير النحاس عالمياً، و60% من الليثيوم، و70% من الكوبالت، وما يقارب 100% من الجرافيت. كما يستورد الاتحاد الأوروبي قرابة 100% من عناصره النادرة من الصين، ما يجعله عرضة لاضطرابات التوريد وتقلبات الأسعار ويزيد هشاشة قطاعاته الحيوية.