الأربعاء 10 سبتمبر 2025

تحقيقات

الرقب: إسرائيل استهدفت قادة حماس لنسف مسار التهدئة بشراكة أمريكية

  • 9-9-2025 | 21:38

الدكتور الرقب

طباعة
  • محمود غانم

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، فشل محاولة اغتيال قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، التي نفذتها إسرائيل اليوم الثلاثاء.

وشدد الرقب، في حديثه لـ"دار الهلال"، على أنه إذا كان الاستهداف قد طال أجهزة قادة حماس التي كانت بحوزة المرافقين، حيث تُترك عادة أثناء الاجتماعات، فإن ذلك يمثل فشلًا كبيرًا للاحتلال وأجهزته الأمنية.

وأوضح أن جرأة الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية اغتيال في مكان كانت حركة "حماس" تعتبره الأكثر أمانًا بالنسبة لها، وهو العاصمة القطرية الدوحة التي احتضنت قيادتها لفترات طويلة، تمثل تحولًا خطيرًا في المشهد.

وأضاف أن هذه العملية تعكس حجم التهور الذي وصل إليه الاحتلال، وتؤكد أن إسرائيل لا تريد المضي في مسار التهدئة. 

وقال إن المعطيات تشير إلى أن الاجتماع الذي استُهدف فيه قادة "حماس" كان مخصصًا لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكانت الأجواء إيجابية إلى حد كبير، غير أن عملية الاغتيال تؤكد أن الإسرائيليين لا يريدون التهدئة، حيث شعروا بأن حماس ربما توافق وتحرجهم، ولذا نفذوا العملية لنسف مسار المفاوضات.

وفي مقاربة للمشهد، أكد الرقب أن هذا أقرب تحليل لما حدث، خاصة أنه كانت هناك ترتيبات لعقد لقاء موسع في القاهرة، لكن الاحتلال سعى عبر هذه العملية إلى إفشال أي فرصة لتقدم المفاوضات، وإدخال الأجواء الإيجابية في دوامة من الانهيار والتوتر.

أما بشأن الموقف الأمريكي، فأوضح أن الإدارة الأمريكية تدّعي أنها لم تكن على علم مسبق بالعملية، غير أن هذا الادعاء يبدو ضعيفًا، نظرًا لوجود أكبر القواعد الأمريكية في المنطقة داخل قطر، ما يجعل من المستحيل دخول طائرات الاحتلال إلى الأجواء القطرية دون أن ترصد.

وأضاف أن الأمريكيين يبررون بأنهم علموا بالعملية في اللحظة الأخيرة ولم يتمكنوا من منعها، لكنه أكد أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لها، معتبرًا أن الاحتلال لا يجرؤ على تنفيذها دون إذن مسبق، وبالتالي فإن واشنطن شريكة فيها.

وفي ما يتعلق بالدور القطري، الذي كان لاعبًا أساسيًا في ملف الوساطة لمفاوضات وقف إطلاق النار، أوضح الرقب أن تنفيذ عملية اغتيال على الأراضي القطرية دفع الدوحة إلى إعلان تعليق دورها رسميًا، مؤكدة أنها لن تدخل في هذا الملف مجددًا بعد هذا الاستهداف، متسائلًا: كيف سيكون التعامل مع الاحتلال ومن الذي سيضمن التزامه؟، ومعتقدًا أنه من الصعب أن تلعب الدوحة مستقبلًا دورًا في هذا المسار.

أما على صعيد المقاومة الفلسطينية، فقد أكد الرقب أن من يعتقد أنها تتجسد في حركة حماس فقط هو واهم، كما يظن نتنياهو، مشيرًا إلى قوله "اغتلنا من كانوا يحتفلون بعملية السابع من أكتوبر". 

وشدد على أن مثل هذه الاستهدافات لا تُنهي المقاومة، إذ لطالما وجدت في الشعب الفلسطيني، بدءًا من حركة فتح والجبهة الشعبية، وصولًا إلى حركة حماس والجهاد الإسلامي، فالمقاومة لن تنتهي، ولكل تنظيم توجهه الخاص.

واختتم الرقب بالتأكيد على أن نتنياهو يسعى إلى إنهاء المقاومة وشطب القضية الفلسطينية بأكملها، لكنه واهم، فطالما أن هناك أمهات تلد، ستظل المقاومة مستمرة، وسيخرج من أرحامهن مقاومون جدد ليكملوا المشوار.

وقد أكدت حركة "حماس"، في بيان رسمي، فشل محاولة الاحتلال الإسرائيلي اغتيال الوفد المفاوض في الدوحة، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن استشهاد عدد من مرافقي الوفد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة