تحل اليوم 10 سبتمبر ذكرى وفاة الفنان الكبير سيد درويش، الذي ارتبط اسمه دائمًا بالثورة والفن الوطني، وظل حاضرًا في وجدان المصريين بلقب "فنان الشعب".
لم يكن سيد درويش مجرد ملحن ومطرب، بل كان رمزًا للمقاومة بصوته وألحانه التي أشعلت حماس الجماهير ضد الاحتلال الإنجليزي، ومن أبرز تلك العلامات أغنيته الشهيرة "أهو ده اللي صار"، التي تقف وراءها حكاية قد لا يعرفها الكثيرون.
تعود القصة إلى عام 1919، حين كان الكاتب الشيخ يونس القاضي من أبرز من يكتبون المسرحيات الوطنية التي تلهب مشاعر المصريين ضد الاحتلال.
وفي إحدى المظاهرات تم القبض عليه، وأثناء احتجازه شده مفتش الداخلية الإنجليزي من جُبته وقَفطانه، ساخرًا من مظهره قبل أن يطالب برحيل الإنجليز.
وترك هذا الموقف أثرًا كبيرًا في نفس يونس القاضي، الذي ظل يردد بعدها كلمات عفوية قائلاً: "تلوم عليا إزاي يا سيدنا وخير بلادنا ما هوش في إيدينا".
في الجهة الأخرى، كان سيد درويش يبحث عن كلمات تعبر عن روح الثورة وتناسب ألحانه التي اشتهرت بسهولة وصولها إلى الناس. وحين التقى بالشيخ يونس، وجد في كلماته العفوية بذرة أغنية وطنية خالدة. انضم إليهما الكاتب بديع خيري ليكتمل النص، ويضع سيد درويش لحنًا سريع الانتشار، ليولد من هنا نشيد "أهو ده اللي صار".
الأغنية أصبحت واحدة من أهم الأعمال الوطنية التي التصقت بثورة 1919 وبالوجدان المصري، وغناها العديد من الفنانين على مر الأجيال، من بينهم فيروز، إلا أن أول من قدمها بصوته كان المطرب عبد اللطيف البنا، وهكذا تحولت لحظة عابرة من السخرية والاعتقال إلى أيقونة موسيقية خالدة، حملت توقيع فنان الشعب سيد درويش.