الخميس 11 سبتمبر 2025

عرب وعالم

شركات النفط العملاقة تقلص العمالة والاستثمار مع تراجع أسعار الخام

  • 11-9-2025 | 10:59

النفط

طباعة
  • دار الهلال

دخلت كبريات الشركات النفطية العالمية في دوامة من تخفيض عمالتها، وتقليص التكاليف، وتحجيم الاستثمارات بوتيرة متسارعة لم يشهدها العالم منذ انهيار السوق بسبب وباء "كوفيد-19".

وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في تقرير موسع لها إن آلاف الوظائف تم تخفيضها في أرجاء صناعة النفط في شركات كبرى وعالمية تشمل "شيفرون" و"بريتش بتروليوم" (بي بي)، مع وعود بإجراء تخفيضات إضافية في التكاليف بعشرات المليارات من الدولارات.

علاوة ذلك طرأ انكماش على خطط الإنفاق في تلك الشركات، من خلال وقف بعض المشروعات أو طرح البعض الآخر للبيع في إطار السعي إلى توازن سجلاتها المحاسبية.

ولفتت الصحيفة إلى أن قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة تعرض لضربة قاسية على وجه الخصوص، وأصبحت شركة "كونكوفيليبس" الأسبوع الماضي آخر الشركات التي أعلنت أنها فصلت طواقم لها عن العمل كرد فعل لتراجع أسعار الخام.

وعلق كيرك إدواردز، رئيس شركة "لاتيجو بتروليوم"، وهي شركة مستقلة في تكساس، على الاستغناء عن العاملين قائلاً " هي عبارة عن ضوء أحمر لتحذير لصناعة النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.".

حتى شركات الطاقة العملاقة المملوكة للدولة لم تكن محصنة من تلك العوارض حيث استغنت شركة "بتروناس" الماليزية عن 5 آلاف من العاملين فيها.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية انخفضت إلى النصف، وتراجعت عن أعلى ذروة بلغتها في أعقاب الغزو الشامل الذي شنته روسيا ضد أوكرانيا في فبراير 2022، فيما تسبب قرار "أوبك بلاس"، بالاستمرار في تعزيز الإمدادات رغم توقعات حدوث تخمة في الكميات المعروضة بالأسواق، في إضافة مزيد من الضغوط على الأسعار.

من جانبها، توقعت مجموعة "وود ماكينزي" الاستشارية أن مؤشر خام برنت سوف يتراجع إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل في مطلع 2026، وسيبقى على نفس المستوى "لبضعة سنوات أخرى"- ما لم تحدث صدمة جيوسياسية.

وعاود الاقتراض إلى مستويات مرتفعة لم يشهدها قطاع الشركات النفطية منذ فورة الأسعار في 2022، والتي أتاحت للمنتجين بسداد ديونهم. ويتوقع أن يتراجع الإنفاق الرأسمالي على إنتاج النفط والغاز الطبيعي العالمي بنسبة 4.3 في المائة ليسجل هذا العام 341.9 مليار دولار، وهو أول تراجع سنوي في الاستثمارات منذ عام 2020، وفق "وود ماكينزي".

وأفادت "إدارة معلومات الطاقة الأمريكية" في تقرير لها الشهر الماضي أن التباطؤ في الاستثمار الرأسمالي في الولايات المتحدة سوف يتسبب في هبوط الإنتاج في أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، لأول مرة منذ عام 2021.

وتوقعت كابيتال إيكونوميكس انخفاضا ملحوظا في أسعار النفط خلال العامين المقبلين ،وترى الشركة الاقتصادية أن خام برنت سينخفض إلى 60 دولارا للبرميل بنهاية عام 2025، وسيواصل انخفاضه إلى 50 دولارا بحلول نهاية عام 2026، وفق تقديراتها.

وتوقعات الطلب الصيني تمثل مصدر قلق رئيسي في هذا الصدد، إذ زاد مخزونات النفط الخام في ثاني أكبر اقتصاد في العالم 1.5 مليون برميل يومياً بين مارس ويوليو، بخلاف وجود عوائق هيكلية مثل تباطؤ النشاط وتبني السيارات الكهربائية تحد من نمو الطلب المستقبلي.

الاكثر قراءة