يُعد هنري هدسون أحد أبرز المستكشفين الإنجليز في أوائل القرن السابع عشر، وقد خلد اسمه في التاريخ الجغرافي من خلال نهر هدسون خليج هدسون في أمريكا الشمالية، رغم أن نهايته كانت غامضة ومأساوية.
بدايات البحث عن الممر الشمالي الغربي
وُلد هدسون على الأرجح عام 1570 في إنجلترا، وبدأ رحلاته الاستكشافية عام 1607 على متن سفينة هوبويل، بتمويل من شركة موسكوفي، سعيًا لاكتشاف ممر بحري شمالي يربط أوروبا بآسيا عبر القطب الشمالي، وصل إلى جزر سبيتسبيرجن في أقصى الشمال، لكنه اضطر للعودة بسبب الجليد الكثيف.
من جرينلاند إلى نيويورك... اكتشافات غير مسبوقة
في عام 1609، أبحر تحت علم شركة الهند الشرقية الهولندية، واستكشف الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، من نيوفاوندلاند إلى مانهاتن، حيث صعد نهرًا لم يكن معروفًا من قبل، وأطلق عليه لاحقًا اسم نهر هدسون، يُعتبر أول أوروبي وصف هذه المناطق بالتفصيل، رغم أن جيوفاني دا فيرازانو سبق أن مر بها في القرن السادس عشر.
الرحلة الأخيرة... ونهاية غامضة
في عام 1610، أبحر هدسون مجددًا تحت علم إنجلترا، واستكشف خليج هدسون، معتقدًا أنه وجد الممر المنشود، لكن الرحلة انتهت بكارثة، بعد أشهر من المعاناة والجوع، تمرد الطاقم، وتركوا هدسون وابنه وعدد من الموالين له في قارب صغير وسط الجليد، ولم يُعثر عليهم بعدها أبدًا.