في مثل هذا اليوم، 14 سبتمبر 1321، رحل عن العالم أحد أعظم شعراء أوروبا في العصور الوسطى، دانتي أليجييري، الذي يُعد حجر الأساس في الأدب الإيطالي، وصاحب الرؤية الشعرية التي مزجت بين الدين والفلسفة والسياسة في عمله الخالد "الكوميديا الإلهية".
من فلورنسا إلى المنفى... حياة مليئة بالصراع
وُلد دانتي في فلورنسا عام 1265، لعائلة نبيلة من الطبقة المتوسطة، تلقى تعليمه في الفلسفة والبلاغة، وتأثر بكتّاب مثل أرسطو و توما الأكويني، كما كان صديقًا للشاعر جيدو كافالكانتي، شارك في الحياة السياسية لمدينته، لكنه نُفي عام 1302 بسبب الصراعات بين الجويلفيين والجيبلينيين، ليقضي بقية حياته متنقلًا بين مدن إيطالية مثل فيرونا و رافينا.
الكوميديا الإلهية... رحلة الروح في ثلاثة عوالم
كتب دانتي عمله الأشهر "الكوميديا الإلهية" في منفاه، ويتألف من ثلاثة أجزاء:
- الجحيم: رحلة عبر دوائر العذاب
- المطهر: تطهير النفس من الخطايا
- الفردوس: الوصول إلى النور الإلهي
العمل مكتوب باللهجة التوسكانية، ويُعد من أبرز النصوص التي ساهمت في تأسيس اللغة الإيطالية الحديثة، وقد وصفه النقاد بأنه بيان أدبي وفلسفي وروحي لعصره، وواحد من أعظم الأعمال في تاريخ الأدب العالمي.
إلى جانب الشعر، كتب دانتي أطروحات في السياسة واللغة، منها:
- "بلاغة العامية": دفاع عن الكتابة بلغة الشعب
توفي دانتي في مدينة رافينا بسبب الملاريا، ودُفن هناك رغم مطالبات فلورنسا بإعادة رفاته، وقد كتب جيوفاني بوكاتشيو أول سيرة ذاتية له، واعتبره "نبيًا شعريًا".