السبت 13 سبتمبر 2025

عرب وعالم

"تليجراف": توتر العلاقات مع إسرائيل يهدد "درع السماء" الأوروبي

  • 13-9-2025 | 20:48

قطاع غزة

طباعة
  • دار الهلال

رأت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن خطة أوروبا الطموحة لإنشاء نظام دفاع جوي على غرار "القبة الحديدية" تواجه خطر الانهيار، وسط تصاعد الغضب الشعبي والسياسي تجاه إسرائيل بسبب استمرار الحرب في غزة.

وتهدف المبادرة، المعروفة باسم "درع السماء" وتقودها ألمانيا، إلى إنشاء مظلة دفاعية تمتد من تركيا إلى فنلندا، ضمن جهود أوروبية كبرى لإعادة التسلح لمواجهة التهديد الروسي. 

وتعتمد الخطة على بطاريات الدفاع الجوي الألمانية "أيرس-تي" والأمريكية باتريوت، إلا أن أحد المكونات الحاسمة فيها هو صاروخ "أرو 3" الإسرائيلي-الأمريكي، المصمم لاعتراض الصواريخ الفرط صوتية خارج الغلاف الجوي.. لكن إدراج "أرو 3" في النظام الأوروبي بات محل شك، في ظل تدهور العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي على خلفية العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.

وقد أعلنت دول أوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، وقف صادرات الأسلحة لإسرائيل، بينما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى تعليق بعض أشكال التجارة معها، متهمة تل أبيب بإحداث "مجاعة من صنع الإنسان" في غزة، وتقويض حل الدولتين.. كما حثّت دول الاتحاد الأوروبي على تعليق التمويل الممنوح لإسرائيل ضمن برنامج الأبحاث "هوريزون"، وفرض عقوبات على الوزراء والمستوطنين الإسرائيليين "المتطرفين".

وفي المقابل، يمكن لإسرائيل أن ترد باستخدام ورقة الضغط الخاصة بها: الفيتو على تصدير صواريخ "أرو 3". إذ يخضع تصدير هذا السلاح لموافقة هيئة مراقبة صادرات الدفاع الإسرائيلية، والتي تضع في اعتبارها "المصالح الوطنية" عند إصدار تراخيص التصدير.

وقال ديفيد هيننج، مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي، للصحيفة البريطانية، إن هذا يمنح إسرائيل القدرة السياسية على وقف صادرات السلاح الحيوية لخطة الدفاع الأوروبية، إذا رأت في المواقف الأوروبية تهديدًا لمصالحها.

وذكر عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أنه "إذا اتخذت ألمانيا خطوات من شأنها الإضرار بأمن إسرائيل القومي، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى التراجع عن بعض جوانب العلاقة التي تعود بالنفع على الجانبين"، لكنه أضاف: "لم نصل إلى هذه النقطة بعد، ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتجنبها".

ورغم هذه التوترات، وصف يادلين ألمانيا بأنها "واحدة من أقرب الحلفاء وأكثرهم أهمية" لإسرائيل، داعيًا إلى استمرار التعاون الثنائي "في كل ما هو ممكن".

مع ذلك، فإن المواقف الأوروبية آخذة في التحول. فقد أعلنت سلوفينيا فرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل، بينما أكد مسؤولون ألمان أنهم أوقفوا العام الماضي الموافقة على صادرات أسلحة حربية إلى تل أبيب.

ويضم مشروع "درع السماء" حاليًا 24 دولة أوروبية، من بينهم بريطانيا وبلجيكا وهولندا، وجميعها عبّرت عن انتقادات متزايدة للحكومة الإسرائيلية وسلوكها خلال الحرب.

الاكثر قراءة