أكد الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يسعى للإفلات من غرق حكومته حتى ولو كان ذلك على حساب غرق إسرائيل نفسها وفشل مشروعها، مشيرًا إلى أن أقرب الحلفاء باتوا يتخلون عن التعاون مع تل أبيب، ويطالبون بإقامة دولة فلسطينية بشكل غير مسبوق، حتى أوكرانيا وروسيا المتحاربتان اتفقتا على دعم حل الدولتين.
وأضاف أنور، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن تصريحات نتنياهو وسياساته التي تلوّح بهدم أبراج غزة دفعت السكان للنزوح من غرب المدينة، في إطار حرب نفسية تُشن للتغطية على الفشل الميداني في مواجهة المقاومة، وفشله في إخراج المحتجزين، وإجبار الشعب الفلسطيني على رفع الراية البيضاء.
وأوضح أن ذلك يتم في ظل دعم مصري يركز على تثبيت الفلسطينيين في أرضهم من خلال إدخال المواد الإغاثية، وزرع الأمل بوجود مباحثات مع الجانب الأمريكي والأطراف المعنية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار دون تهجير.
وأشار أستاذ الدراسات الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يراهن دائمًا على الحرب النفسية، عبر ادعاء قدرته على الوصول إلى اليمن وإيران ولبنان وسوريا.
لكنه شكك في أن تكون الهجمات الأخيرة على اليمن وقطر قد نُفذت بأسلحة إسرائيلية، لافتًا إلى وجود قواعد عسكرية قريبة اعتادت تنفيذ مثل هذه الضربات ضد صنعاء لسنوات، وهو ما يجعل الدوحة كذلك هدفًا مدنيًا سهلًا.
واعتبر أن هذه المحاولات جزء من الحرب النفسية وبث الشائعات وإحداث وقيعة بين الرأي العام والأنظمة، خاصة مع اتهام أربع دول بانتهاك سيادتها في تلك العمليات.
كما أوضح أن هذه التحركات تأتي في سياق ما يُعرف بـ"عربات جدعون 2" أو سيناريو التهجير، مؤكدًا أن نسبة استجابة أهالي غزة لهذه النداءات لا تتجاوز 10%، إذ لا مكان آمن في القطاع بأسره، فحتى المناطق التي طُلب من الأهالي النزوح إليها في الجنوب كانت الأكثر استهدافًا وشهدت العدد الأكبر من الضحايا.
ولفت أنور إلى أن جيش الاحتلال طالب بتأجيل بدء العمليات إلى أكتوبر المقبل ومدها لعام كامل، معتبرًا أن ذلك يُفرغ "عربات جدعون 2" من مضمونها، خاصة أن العملية السابقة "عربات جدعون" فشلت في إخراج 20 محتجزًا أحياء، بينما يسقط منذ نهاية مايو الماضي نحو 20 جنديًا من قوات الاحتلال شهريًا.