الأربعاء 25 سبتمبر 2024

«الأقليات» جزء من الحراك الرافض للنظام «الإيراني».. خبراء: الأكراد وعرب الأحواز الأكثر مشاركة ودورهم قوي.. والسيناريوهات المقبلة تسير عكس ما يريد حكام «طهران»

تحقيقات3-1-2018 | 18:14

اللاوندي: الشعب «الإيراني» لا يقبل استمرار الحكم الديكتاتوري مدى الحياة

أستاذ علاقات دولية: 70 مدينة إيرانية انتفضت وكل القوميات لها دور

باحث سياسي: لم يشارك في الاحتجاجات سوى الأكراد وعرب الأحواز

لليوم السابع تستمر تظاهرات الشعب الإيراني بكافة أطيافه ضد النظام الحاكم، فيما وصف خبراء سياسيون دور الأقليات وتحديداً عرب الأحواز والأكراد بالهام، وأنه جزء من الحراك الشعبي الرافض للنظام في طهران، موضحين أن الاحتجاجات رفعت مطالباً اقتصادية في البداية إلا أنها أصبحت لها مطالب سياسية أيضاً ويصعب التكهن بما ستؤول إليه الأحداث خلال الفترة المقبلة.

ويتكون المجتمع الإيراني من مجموعة من الأقليات أبرزها عرب الأحواز والأكراد والأذريين فضلاً عن قوميات أخرى، وهي فئات لها مطالب مستمرة منذ عقود فهي تعاني من اضطهاد وإهدار حقوقها من قبل النظام الحاكم، ومنذ أسبوع تقريباً انتفض الشعب الإيراني في احتجاجات عرفت باسم "ثورة الفقراء" نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية في طهران.

الأكراد والأحواز

الدكتور محمد عباس ناجي، الباحث في الشئون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، قال إن الاحتجاجات الشعبية في إيران والمستمرة منذ أسبوع تقريباً بدأت لأسباب اقتصادية وأنها عابرة للقوميات العديدة التي يتكون منها المجتمع هناك، مضيفاً أن الأقليات دورها في هذا الحراك محدود فلم يشارك فيها سوى الأكراد والأحواز.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن قومية الأذريين والتي تعتبر ثاني أكبر مجموعة عرقية في إيران بعد الفرس لم يشاركوا في هذه الاحتجاجات، مضيفاً أن التحرك الشعبي كان نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية، وغلاء المعيشة وضياع أموال المدخرين في شركات وبنوك أفلست وعجزت عن سدادها لهم مرة أخرى.

وأضاف ناجي أن عرب الأحواز هم الأقلية الأكثر تعرضاً للقسوة والقمع في إيران ورغم أن مناطق النفط موجودة لديهم إلا أنهم لا يحصلون على أية امتيازات، فضلاً عن تردي حالتهم المعيشية والاستغلال والإهمال، مثل تحويل مجرى بعض الأنهار لمناطق أخرى دون أن يستفيدوا منها وكذلك الأكراد يطالبون بحكم ذاتي والاستقلال.

وأشار إلى أن هذه المطالب فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية السيئة هي سبب مشاركة الأحواز والأكراد في هذا الحراك الشعبي، مستبعداً فكرة نجاح هذا الحراك في إسقاط النظام الحاكم، وأنه إن استمر فسيحاول خلق ترضية اقتصادية للشعب كله وليست سياسية لهذه الأقليات فلن يتغير الوضع بالنسبة لها.

70 مدينة إيرانية

من جانبه، قال الدكتور عبد المطلب النقيب، أستاذ العلاقات الدولية العراقي، إن انتفاضة الشعب الإيراني شملت كافة قومياته سواء عرب الأحواز أو الأكراد أو التركمان أو الفرس في طهران وكان دورهم قوياً، مضيفاً أن العرب في المنطقة الجنوبية في عبدان والمحمرة يقومون بحراك شعبي وسيطروا على إحدى المدن هناك.

وأوضح في تصريح لـ«الهلال اليوم» أن نحو 70 مدينة إيرانية انتفضت وكانت مطالبهم في البداية معيشية إنما تصاعدت إلى للمطالبة بإسقاط خامنئي وروحاني والحكومة الإيرانية، مضيفاً أن كل أقلية لديها مطالب فالأحواز هي مدن عربية محتلة منذ الثلاثينيات وممنوع على أهلها الحديث أو الكتابة باللغة العربية كما أنها منطقة نفطية لا يستفيد أهلها منها.

وأضاف «النقيب» أن الأكراد في كرمنشاه القريبة من الحدود العراقية والبلوش في الشمال إضافة إلى التركمان في شيراز وأصفهان جميعهم يشاركون في الحراك الشعبي ضد نظام المرشد الإيراني، موضحاً أن مطلبهم هو الحصول على حقوقهم المهدرة فضلاً عن تحسين الأحوال المعيشية والتي تضررت رغم الاتفاق النووي الإيراني الذي أدى للإفراج عن نحو 100 مليار دولار.

وأشار إلى أن إيران أنفقت كل هذه المليارات في عمليات تخريبية خارج حدودها في العراق وسوريا واليمن ولبنان بدعم حزب الله وهو ما أثر على المعيشة المواطن الإيراني، قائلاً إن النظام الإيراني لا يرحم وخاصة الأحواز الفئة الأكثر تعرضاً للقمع فمن يلقى القبض عليه منهم يشنق في موقع القبض عليه.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن الانتفاضة الحالية بدأت عام 2009 وقت إعادة انتخاب الرئيس السابق أحمدي نجاد إلا أنها قضي عليها والفترة الحالية هي المرحلة الثانية من الانتفاضة لكنها أوسع، مضيفاً أن الأقليات في حالة تغيير النظام فسيصبح من حقها المطالبة بحكم ذاتي والحصول على حقوقها السياسية كما هي حقوقهم الاقتصادية.

سيناريوهات ضبابية

وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الشعب الإيراني لم يعد يقبل أن يستمر نظام الحكم الديكتاتوري مدى الحياة، مضيفاً أن الأقليات الموجودة داخل المجتمع مثل الأكراد وعرب الأحواز لهم دور مؤثر وقوي فهم يكرهون نظام "الملالي" الحاكم في طهران والمرحلة المقبلة ستشهد مد وجذر بين الشعب من جانب والحرس الثوري من جانب آخر.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن هناك ربيع فارسي فمقتل نحو 20 شخصاً حتى اليوم منذ بدء الاحتجاجات فضلاً عن وقوف الشعب الإيراني في مواجهة الشرطة، وقوات الحرس الثوري الإيراني يجعل طهران في حالة حرب ضروس، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرات دراماتيكية في طهران.

وأوضح اللاوندي أنه من الصعب التكهن بالسيناريوهات المقبلة في طهران خلال الفترة المقبلة إلا أن الأمور تسير بعكس ما تتمنى إيران والنظام الحاكم بها، مشيراً إلى أن أية مواجهة بين المحتجين والجانب المؤيد للنظام في إيران يجعل البلاد في حالة حرب أهلية.