الأربعاء 17 سبتمبر 2025

تحقيقات

بالتزامن مع زيارة الملك فيليبي.. محطات في تاريخ العلاقات المصرية الإسبانية

  • 17-9-2025 | 11:36

العلاقات المصرية الإسبانية

طباعة

بدأ ملك إسبانيا، الملك فيليبي السادس، زيارته الأولى لمصر، حيث سيستقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في قصر الاتحادية، وسيزور ملك وملكة إسبانيا مصر، لمدة 4 أيام، تلبية لدعوة الرئيس السيسي، في ظل ما يجمع البلدين من علاقات عميقة وشراكة استراتيجية وتوافق وتفاهم في الرؤى.

ويستقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة انتصار السيسي، قرينة السيد رئيس الجمهورية، اليوم بقصر الاتحادية، جلالة الملك فيليبي السادس، ملك مملكة إسبانيا، وجلالة الملكة ليتيزيا، ملكة اسبانيا، في أول زيارة دولة يقوم بها الملك الإسباني إلى مصر.

 

العلاقات المصرية الإسبانية

جمعت مصر وإسبانيا، على مر العقود الماضية، علاقات متميزة للتعاون والتشاور في ظل تقارب وجهات النظر بين البلدين، فيما يخص العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تتبنى إسبانيا حل الدولتين، أعلنت الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مايو 2024.

ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية إلى العشرينيات من القرن الماضي، حيث أنشأت إسبانيا وفدًا دبلوماسيًا في القاهرة عام 1922، ثم تمت ترقيته إلى رتبة سفارة في عام 1949، واستمرت العلاقات في التطور مع تبادل الزيارات الثنائية، وفي فبراير 2008، وقع وزيرا خارجية البلدين معاهدة الصداقة والتعاون بين القاهرة ومدريد، والتي كانت بمثابة نقلة تعاقدية وسياسية نوعية فى العلاقات الثنائية وتشكل إطاراً لكافة أوجه العلاقات بين البلدين.

 

الزيارات المتبادلة بين البلدين

والتقى السيد الرئيس السيسي بملك إسبانيا، علي هامش قمة الاتحاد الأفريقي، في يناير 2015، حيث تم التأكيد علي الوقوف بجانب مصر في حربها ضد الإرهاب، والمساندة للجهود التي تبذلها من أجل القضاء عليه، كذلك سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

وزار الرئيس السيسي إسبانيا، مرتين منذ توليه مقاليد الحكم، كانت الأولى 30 أبريل 2015، والتقى بالملك فيليب السادس، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية تناولت مجمل أوضاع العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في كافة المجالات، كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الأسباني – آنذاك- ماريانو راخوي، تم خلال الاجتماع استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال طرح عدد من المبادرات والمقترحات لتفعيل التعاون فيما بينهما.

وخلال تلك الزيارة أقام الملك فيليبى السادس، مأدبة غداء، تكريمًا للرئيس السيسى والوفد المرافق له، بقصر أورينتى، حضرتها الملكة ليتسيا، ملكة إسبانيا، وكبار المسئولين بالدولة.

وكانت الزيارة الثانية للسيد الرئيس السيسي في إسبانيا، في فبراير الماضي، وحينها التقى بالملك فيليبي السادس، أعرب الرئيس عن الامتنان لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا لملك إسبانيا التقدير الكبير الذي تكنه مصر لبلاده قيادة وشعبًا، والحرص على مواصلة تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثماريّة فضلًا عن التنسيق السياسي، وهو الأمر الذي تجسد في ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التعاون المكثف والوثيق في مختلف المجالات، مشددًا على حرص الحكومة المصرية على توفير كافة التسهيلات لضمان نجاح الشركات الإسبانية العاملة في مصر وتذليل أية عقبات قد تواجهها.

وجه الرئيس الدعوة لجلالة ملك وملكة إسبانيا لزيارة مصر، وكذا للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث أعرب الملك فيليب السادس عن تطلعه لتلبية الدعوة وزيارة مصر في أقرب فرصة.

وكذلك التقى الرئيس السيسي، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، لعقد جلسة مباحثات بمقر الحكومة في العاصمة الإسبانية مدريد، وبعدها تم توقيع الإعلان المشترك لترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما شهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة. هذا، وقد عقد الجانبان مؤتمرًا صحفيًا تناول مجريات المباحثات بين السيد رئيس الجمهورية ورئيس حكومة إسبانيا.

وأصدرت البلدان بيانا مشتركًا، تضمن العديد من القضايا والموقف المشترك بشأنها، حيث أكد الطرفان حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم وأعربا عن رفضهما لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، وأكدا أهمية تضافر الجهود الدولية المشتركة لرفع المعاناة عن قطاع غزة من خلال زيادة المساعدات الإنسانية والالتزام بإعادة إعمار القطاع دون أي تهجير للفلسطينيين من أرضهم أخذاً في الاعتبار تداعيات الحرب على غزة والتي تسببت في واحدة من أسوأ المآسي البشرية في التاريخ الحديث. ودعا الطرفان في هذا السياق المانحين الدوليين إلى الانخراط بقوة في مؤتمر إعادة الإعمار الذي ستستضيفه مصر.

وتناول البيان عددًا من القضايا الأخرى، منها الوضع في لبنان، حيث أكدت مصر تقديرها التزام إسبانيا بالاستقرار في لبنان والمنطقة من خلال المشاركة المستمرة لإسبانيا في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) منذ عام 2006، ويؤكد الطرفان على أهمية دعم المجتمع الدولي إعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية بجنوب لبنان.

فيما تعقد مباحثات هاتفية مستمرة بين السيد الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء الإسباني، ففي 22/11/2024 تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، تناول الاتصال تطورات القضايا الإقليمية والدولية، وبشكل خاص الوضع في الشرق الأوسط، حيث أشاد الرئيس بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية، خاصة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وفي 11/6/2024 التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع "بيدرو سانشيز" رئيس وزراء إسبانيا، على هامش المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة المنعقد بالأردن.

 فى 22/4/2024 تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز"، لاستعراض الجهود المصرية للتهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بالدور المصري على المسارين السياسي والإنساني لإنهاء الأزمة الجارية، ومن جانبه ثمن الرئيس الموقف الإسباني من الأزمة الراهنة، مشيدًا بتحركات رئيس الوزراء الإسباني لدعم السلام في المنطقة.

وفي 24/11/2023 استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية رئيسي وزراء إسبانيا (رئاسة الاتحاد الأوروبي) وبلجيكا (الرئاسة المقبلة) في مباحثات ثلاثية مشتركة لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

فى 17/2/2022 أجرى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حوار مع بيدرو سانشيز رئيس وزراء اسبانيا، وذلك على هامش انعقاد القمة الاوروبية الافريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بحث الجانبان العلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك.

فى 1/12/2021 التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مع بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا ، شهد اللقاء عقد مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس برئيس الحكومة الإسبانية، مشيراً إلى ما تعكسه هذه الزيارة من التزام الجانبين باستمرار العمل على توطيد العلاقات القوية بينهما والممتدة عبر ضفتي المتوسط، بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، حيث تم التوافق في هذا الإطار بشأن إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعقد اجتماعاتها بصفة دورية بالتناوب بين البلدين .

كذلك زار عدد من المسؤولين الإسبانيين مصر طوال السنوات الماضية، ففي 2008 زار الملك الإسباني السابق خوان كارلوس والملكة صوفيا مصر.

اللقاءات والاتصالات بين مسئولي البلدين

في 26/8/2025 تلقي د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج اتصالاً هاتفياً من "خوسيه مانويل ألباريس" وزير خارجية إسبانيا لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومستجدات الأوضاع بقطاع غزة، حيث دار نقاش مطول بين وزيري الخارجية حول التطورات فى غزة، حيث اتفق الوزيران على الخطورة البالغة للوضع الراهن وتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتردى الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق وصل إلى المجاعة.

واكد الوزير عبد العاطى أن الجرائم الإسرائيلية فاقت كل الحدود، ولابد من اتخاذ إجراءات محددة وفاعلة من الاتحاد الأوروبي، لإجبار إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولى والاعتراف الدولية.

سبق هذا اللقاء، لقاء آخر في 29/7/2025 حيث تم التأكيد على أهمية الاستفادة من الزخم المصاحب لمؤتمر التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين في زيادة وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

كذلك التقى الوزيران على هامش المشاركة في الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي فى بروكسل، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع بالشرق الأوسط.

في 16/10/2024 عقد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة جلسة مباحثات مع السيد خوسيه مانويل الباريس وزير خارجية إسبانيا تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وكذا الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك فى ضوء المستجدات والتحديات على الساحة الاقليمية.

وأعقب جلسة المشاورات مؤتمر صحفى للوزيرين، كما أطلقا مع د. مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي برنامج التعاون المشترك لدعم الجهود المصرية فى تعزيز قيادة المرأة فى مجال المرأة والسلم والأمن.

في 13/9/2024 التقى د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة، مع خوسيه مانويل ألبارس وزير خارجية إسبانيا، وذلك في مستهل زيارته إلى مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة