الخميس 18 سبتمبر 2025

أخبار

أمين البحوث الإسلامية: القضيَّة الفلسطينيَّة الاختبار الحقيقي لضمير العالَم

  • 18-9-2025 | 14:19

أمين البحوث الإسلاميَّة

طباعة
  • دار الهلال

القى فضيلة الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة ، اليوم الخميس ، كلمة في جلسة عِلميَّة بعنوان: (الحوار الثقافي والدِّيني المعاصر)، ضِمن القمَّة الثامنة لـ(زعماء الأديان العالميَّة والتقليديَّة)، التي يستضيفها مركز حوار الأديان بالعاصمة الكازاخيَّة (أستانا)، برئاسة الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهوريَّة كازاخستان.

وقال الدكتور محمد الجندي إنَّ نداءات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ، تتتابع، ودعوته للحوار الثقافي الذي يعمِّر ولا يدمِّر، ويبني ولا يهدم، وهو نداءٌ للعالَم كلِّه أن يتَّجه نحو السلام. 

وأضاف أنَّ الحوار الثقافي الدِّيني المعاصر ليس تنازلًا عن العقيدة؛ بل هو ارتقاءٌ بها إلى مستوى إنساني أوسع، مؤكِّدًا أنَّ الحوار ليس ضعفًا، وإنما هو قمَّة القوَّة الأخلاقيَّة؛ لأنه يواجه الجهل بالحكمة، والتطرُّف بالتسامح، والعنف بالكلمة الصادقة، فالذي يرفض الحوار يختار طريق العزلة، والذي يختار العزلة يفتح الباب للفتن والصراعات.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ عالَمنا اليوم يتوق إلى طاولة حوار واحدة تجمع المختلفين أكثر من حاجته إلى أيَّة مفاوضات سياسيَّة، فالكلمة الصادقة تصنع سلامًا أعظم من أيَّة معاهدة، واليد الممدودة بالحوار أقوى من أي سلاح.

وأشار فضيلته إلى أنَّ الحوار لم يكُن يومًا إجراء معقَّدًا أو مشروطًا؛ بل هو فطرة إنسانيَّة ونداء إلهي صريح: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، مبيِّنًا أنَّ غياب الحوار هو الشرارة الأولى للحروب، وأنَّ التعصُّب ينمو في الفراغ الذي يتركه صمت الحكماء.

وتابع أنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة ستظل الاختبار الحقيقي لضمير العالَم ومنظَّماته وقادته، في ظل مأساة الشعب الفلسطيني الصامد، وما يتعرَّض له الأطفال والنساء في غزَّة من قتل وتجويع وحرمان، وهو ما يضع الإنسانيَّة كلَّها على المحك، لافتًا إلى أنَّ الحوار الثقافي الدِّيني هو السبيل الوحيدة لصناعة سلام عادل ودائم.

وأكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ الحوار ضرورة وجوديَّة لبقاء الإنسان وكرامته وأمنه، داعيًا إلى تحويل الحوار إلى ممارسة يوميَّة تبدأ من الأسرة والمجتمع، وإلى تضمينه في المناهج الدراسيَّة؛ حتى ينشأ جيل يؤمن بالتعايش بدلًا من الصراع، ويكسر الصور النمطيَّة المسبقة من خلال برامج للتبادل الثقافي والحوار المباشر بين الشباب.

واختتم الجندي كلمته بقوله: «فليكُن حوارنا جدارًا ضدَّ التطرُّف، وسيفًا ضدَّ الكراهية، وجسرًا نحو مستقبل تُبنى فيه الحضارات على الرحمة والعدل لا على الدماء والدمار، وليكُن الحوار الثقافي الدِّيني الميثاق الجديد للبشريَّة، الذي يحمي كرامة الإنسان ويصون المقدَّسات، ويعيد الثقة بين الشعوب».

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة