السبت 20 سبتمبر 2025

عرب وعالم

واشنطن بوست: وسط المجاعة والقصف.. الديمقراطيون يراجعون موقفهم من إسرائيل

  • 20-9-2025 | 16:33

قطاع غزة

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر اليوم السبت أن موقف الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة يشهد تحولا ملحوظا تجاه إسرائيل، وسط التصعيد العسكري في قطاع غزة وتفاقم أزمة المجاعة التي تضرب السكان المدنيين هناك.

وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير إخباري إن عددا متزايدا من أعضاء الحزب الديمقراطي يدعون إلى وقف بيع الأسلحة لإسرائيل بسبب هجومها على غزة، في تغيير ملحوظ في موقف الحزب من قضية أثارت انقساما عميقا داخل صفوفه خلال الانتخابات الرئاسية 2024 .

وتسارع هذا التغيير في موقف الديمقراطيين، الذين كانوا يدعمون إسرائيل بشكل شبه مطلق لعقود، في الأسابيع الأخيرة، بعد أن أدى الحصار الذي دام عدة أشهر إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وفقا لتقييم من منظمة دولية متخصصة في مكافحة الجوع .

وخلال الأيام العشرة الماضية فقط، صرح السيناتور بيرني ساندرز بأنه يعتقد الآن أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وهو اتهام كان قد تجنب إبداءه لمدة عامين كما أصدر النائبان كريس فان هولن وجيف ميركل تقريرا أفاد بأن إسرائيل تنفذ خطة للتطهير العرقي في غزة كما قدم مجموعة من أعضاء مجلس الشيوح الديمقراطيين أول مشروع قرار في تاريخ الكونجرس لـ"إدانة إسرائيل".

ودعا أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، والذي كان مدافعا عن إسرائيل، إلى إنهاء الحرب في غزة فورا، معتبرا الوضع هناك "مروعا"، وهو موقف يختلف تماما عن موقفه السابق، خاصة مع سعيه لتولي منصب عمدة نيويورك.
وقد أجبرت هذه التطورات العديد من الديمقراطيين، بمن فيهم قادة الحزب، على مواجهة رغبة الناخبين المتزايدة في وقف بيع الأسلحة لإسرائيل وإعادة النظر في علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل. 

ووفقا للصحيفة، كان دعم إسرائيل بمثابة مقدسة لا يمكن المساس بها في السياسة الأمريكية، وقد فاجأ هذا التغيير المفاجئ في رأي الناخبين الديمقراطيين قادة الحزب كما زادت عزلة إسرائيل على الساحة الدولية مع اقتراب العملية العسكرية في غزة من عامها الثالث.

وصرحت لجنة مستقلة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وهو ما رفضته وزارة الخارجية الإسرائيلية ووصفته بأنه "تقرير مزيف" يستند إلى "ادعاءات كاذبة". 

وقال النائب رو خانة (ديمقراطي من كاليفورنيا): "شهدنا تحولاً جذرياً في الرأي خلال الشهرين الماضيين"، مشيراً إلى أن الأدلة على المجاعة، على وجه الخصوص، غيرت موقف العديد من الديمقراطيين فيما يقود خانة حملة في مجلس النواب لضغط على إدارة ترامب للاعتراف بدولة فلسطينية.

وأضاف خانة: "يجب أن نكون واضحين تماماً في ضرورة وقف هذا الوضع المروع. يجب أن نوقف القصف وبيع الأسلحة العسكرية التي تقتل المدنيين".

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد كوينيبياك الشهر الماضي أن 75% من الديمقراطيين يعارضون إرسال المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل في حربها على غزة، وأن 77% يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة. وأظهر استطلاع للرأي مشترك بين وكالة أسوشيتد برس ومعهد نورك نُشر يوم الخميس الماضي أن 71% من الديمقراطيين يرون أن رد إسرائيل في غزة تجاوز كل الحدود، مقابل 63% قبل عام .

وحتى بين الناخبين، تغيرت الآراء بشكل كبير. عندما سُئل الناخبون في استطلاع كوينيبياك عما إذا كانوا أكثر تعاطفاً مع الإسرائيليين أم الفلسطينيين، قال 37% إنهم مع الفلسطينيين و36% مع الإسرائيليين. وهذا أعلى معدل تاريخي للتعاطف مع الفلسطينيين وأقل معدل تاريخي مع الإسرائيليين منذ أن بدأ معهد كوينيبياك طرح هذا السؤال على الناخبين في ديسمبر 2001.

ولقد تسبب الدعم غير المشروط الذي قدمه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لإسرائيل، في انقسام داخل الحزب الديمقراطي أثناء سعيه لإعادة انتخابه لكن الوضع السياسي حول هذا الموضوع تغير أكثر في الأشهر الأخيرة، وفقاً لبعض النواب والديمقراطيين الخبراء. 

وطالب بعض المسؤولين السابقين في إدارة بايدن في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية النواب بدعم قرارات لقطع إمدادات الأسلحة الهجومية لإسرائيل، وانتقدوا علناً مستوى دعم بايدن لإسرائيل.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد تحالف بشكل وثيق مع ترامب والحزب الجمهوري، مما جعل قضية إسرائيل قضية سياسية أكثر انقساماً من ذي قبل. وساهمت بعض إجراءات إسرائيل هذا العام، بما في ذلك الحصار وهجومها الأخير على مدينة غزة بينما ما زال مئات الآلاف من السكان محاصرين، في زيادة استياء الناخبين والنواب، بمن فيهم بعض الجمهوريين.

وفي ما وصفه بعض النواب والخبراء بأنه "لحظة تحولية"، صوت أكثر من نصف أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ في شهر يوليو الماضي لصالح قرارين بمنع بيع الأسلحة لإسرائيل، وهما من اقتراحات بيرني ساندرز التي قدمها سبع مرات خلال فترة الحرب. وقال ساندرز: "لا يرغب الناس، وخاصة الديمقراطيون والسياسيون المستقلون وعدد متزايد من الجمهوريين، في إنفاق مليارات الدولارات على ذلك".

وقال ساندرز: "لا يرغب الناس، وخاصة الديمقراطيون والسياسيون المستقلون والعديد من الجمهوريين، في إنفاق مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب لتجويع الأطفال في غزة". وأضاف: "إذا كنت سياسياً، فستلاحظ أن الوضع الحالي في غزة كارثي، وعند عودتك إلى ديارك سيخبرك الناخبون أنهم لا يريدون دعم نتنياهو وسيسألونك عن سبب استمرار دعمك له".

ويشير إيفو دالدر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو ورئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في مركز بيلفر في جامعة هارفارد، إلى أن الحزب الديمقراطي ينقسم حول قضية إسرائيل إلى مجموعتين: الديمقراطيون التقليديون المؤيدون لإسرائيل الذين أصبحوا الآن على استعداد لانتقاد نتنياهو والداعون لوقف إطلاق النار، ومجموعة أخرى ترى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الابتعاد عن إسرائيل."

وقال دانيال شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل والباحث البارز في المجلس الأطلسي، إن جميع الديمقراطيين يتفقون على أن ترامب لا يستخدم نفوذ الولايات المتحدة بشكل فعال لوضع حد للحرب مضيفا أن التغير في الرأي العام بشأن إسرائيل مرتبط بالحرب في غزة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة