أكدت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، مجددا، التزامها بالسلام والتنمية المستدامة في أفريقيا، وتعهدت المنظمات الثلاث بتعزيز التعاون لوضع نهاية للصراعات ودعم الاستقرار وتسوية التحديات العالمية بدءا من الديون وصولا إلى تغير المناخ.
وأصدر قادة المنظمات الثلاث بيانا مشتركا بعد اجتماعهم أمس على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث أكدوا مجددا دعمهم للمنظومة متعددة الأطراف باعتبارها الطريقة الأكثر فعالية لمعالجة تحديات اليوم، معربين عن قلقهم إزاء تزايد تجاهل القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وركز البيان المشترك بشكل كبير على الأزمات الأفريقية، ولا سيما الحرب في السودان التي دخلت عامها الثالث حيث دعت المنظمات الثلاث إلى تعزيز الدعم الجماعي لضمان وقف فوري لإطلاق النار وحل دائم من خلال الحوار السياسي الشامل.
كما تعهدت المنظمات بتعزيز التنسيق في منطقة الساحل، حيث يستمر العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة في زعزعة استقرار المجتمعات، وأكدوا مجدداً دعمهم لجهود المصالحة والتنمية.
وفيما يتعلق بليبيا، رحبوا بخارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية المتوقفة، وحثوا على مواصلة الجهود لمعالجة تحديات الهجرة بما يتماشى مع المعايير الإنسانية.
وأعرب البيان أيضاً عن الدعم للمبادرات السلمية الجارية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤيدا مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأخير.
وفيما يتعلق بالصومال، أكدت المنظمات الثلاث مجددا دعمها لبعثة دعم واستقرار الاتحاد الأفريقي، مشددة على ضرورة توفير تمويل مستدام لضمان فعالية عملياتها.
وفيما يتعلق بالمستقبل، ذكرت المنظمات أنها ستعزز التعاون الثلاثي لدعم حلول أفريقية للتحديات المتعلقة بالسلام والأمن، وأشاروا إلى برنامج عمل أفريقيا 2063 وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 كإطارات مرجعية، وإلى التحضيرات لقمة الاتحاد الأفريقي-الاتحاد الأوروبي في أنجولا في نوفمبر المقبل.
كما حذروا من أن الاضطرابات الناجمة عن تغير المناخ تؤثر بشدة على المجتمعات الأكثر ضعفاً، داعين إلى اتخاذ التزامات طموحة في مؤتمر الأطراف كوب30 في البرازيل في نوفمبر المقبل.
وفي وقت سابق من يوم أمس، ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش كلمة في منتدى "أفريقيا: مستقبل واعد 2025" التابع لمبادرة الأعمال العالمية لأفريقيا، الذي نظمته منظمة الاتحاد الأفريقي وميثاق الأمم المتحدة العالمي - أكبر مبادرة عالمية للشركات في مجال الاستدامة، ويضم أكثر من 18 ألف شركة ومنظمة من أكثر من 160 دولة.
ووصف الأمين العام أفريقيا بأنها قارة الفرص، مشيراً إلى شبابها النشط، ومواردها المتجددة الوفيرة، ودورها المتنامي في الاقتصاد الرقمي.
ولاستغلال هذا الإمكان، دعا إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة، وأنظمة غذائية مستدامة، والبنية التحتية الرقمية، مع ضمان عائدات عادلة من المعادن الحيوية في أفريقيا اللازمة للانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وأكد أن ازدهار أفريقيا حتمي ولا مفر منه، مشددا على أن إصلاحات التمويل والإدارة الدولية، بما في ذلك تمثيل أفريقي دائم في مجلس الأمن، ضرورية لضمان صوت أقوى للقارة على الساحة الدولية.