قليلون هم الذين يُمنحون فرصة أن يعيشوا التاريخ مرة واحدة، لكنه عاشه مرتين.. مرة صانعًا له، ومرة أخرى راويًا له، وهو رغم أنه أحب وفضل لقب «الجورنالجي» لكنه لم يكن صحفيًا يراقب الأحداث من على بُعد فحسب، لكنه كان قائدًا في معركة الكلمة وعندما كانت الأوطان العربية تتشكل من جديد على إيقاع الثورات والحروب، كان قلمه يرسم خريطة المستقبل، وفي عالم تتصارع فيه الكلمات مع السيوف كان قلمه أمضى وأقوى من أي سلاح، إنه «الجورنالجي» محمد حسنين هيكل.
ومن قرية باسوس، إلى قصور الحكم في القاهرة، ومن غرف تحرير الأهرام إلى قاعات الأمم المتحدة، كان «هيكل» يحمل في جعبته سرًا واحدًا القدرة على تحويل التاريخ من مجرد أحداث متتالية إلى حكاية إنسانية نابضة بالحياة.
أكثر من تسعين عامًا عاشها «هيكل» بين دفتي كتاب التاريخ العربي المعاصر، مؤلف شارك في كتابة أهم فصوله، صاحب السطور التي قرأها الملايين، والكلمات التي غيّرت مجرى الأمم، والأفكار التي رسمت خريطة المنطقة للعقود القادمة.
ابن الريف المصري وحياة حافلة بالإبداع الصحفي
في القرية الصغيرة «باسوس»، بمحافظة القليوبية، وُلد في 23 سبتمبر 1923م طفلٌ لم يكن يعلم أنه سيصبح أحد أعظم الصحفيين في تاريخ الوطن العربي إنه محمد حسنين هيكل، الاسم الذي أصبح مرادفًا للصحافة الاستقصائية والتحليل السياسي العميق، لم يكن مجرد صحفي يكتب الأخبار، لكنه كان «شاهد عِيان» على صنع التاريخ، وشريكًا في كتابته أحيانا.
وعاش هيكل 93 عاما حافلة، شهد خلالها تحولات جذرية في المنطقة العربية، من عهد الملك فاروق مرورًا بثورة يوليو 1952م وصولًا إلى ثورات الربيع العربي، لم يكن مجرد مراقب للأحداث، لكنه كان جزءًا منها، صانعًا لبعضها، ومؤرخًا لكلها.
البدايات.. من قرية باسوس إلى قلب الأحداث
في عام 1942م، دخل هيكل عالم الصحافة وهو في التاسعة عشرة من عمره، لم تكن البداية سهلة، لكن شابًا من قريته كان يحمل في عينيه بريق الطموح وفي قلمه قوة الكلمة، و كانت مصر تشهد آنذاك تحولات سياسية عميقة، والعالم يعيش على وقع الحرب العالمية الثانية.
ومع عام 1950م، كان «هيكل» قد بدأ في ترك بصمته الأولى في عالم الصحافة، وفي عام 1951م صدر له أول كتاب «إيران فوق بركان»، مؤشرًا مبكرًا على اهتمامه بالقضايا الإقليمية المعقدة وقدرته على التحليل العميق للأوضاع السياسية.
اللقاء المصيري.. هيكل وعبد الناصر
وعام 1952م كان نقطة تحول حاسمة في حياة «هيكل» المهنية والشخصية، فاستطاع الصحفي الشاب أن يلازم الزعيم جمال عبد الناصر ويعيش بالقرب منه، ليصبح شاهدًا على أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، و لم تكن عَلاقة الصحفي بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر عَلاقة مهنية، لكنها صداقة عميقة بين رجل دولة وصحفي، صداقة ستؤثر على مجرى التاريخ العربي.
وفي عام 1953، ساهم «هيكل» في تحرير كتاب «فلسفة الثورة» للرئيس جمال عبد الناصر، مما يؤكد الثقة الكبيرة التي وضعها القائد المصري في هذا الصحفي الشاب، و كانت هذه بداية لشراكة فكرية وسياسية استمرت لسنوات طويلة.
عرش صحيفة الأهرام.. 17 عامًا من التألق
في عام 1957، تولى «هيكل» رئاسة تحرير جريدة الأهرام، أعرق الصحف المصرية والعربية، كان قرارًا سيغير وجه الصحافة العربية إلى الأبد تحت قيادته، تحولت الأهرام من صحيفة إقليمية إلى واحدة من أهم عشر صحف في العالم.
ظهر أول مقال له في الأهرام في 10 أغسطس 1957 م تحت عنوان «السر الحقيقي في مشكلة عُمان»، وكان آخر مقاله في 1 فبراير 1974م بعنوان «الظلال.. والبريق» خلال 17 عامًا، كتب «هيكل» مئات المقالات التي أصبحت مرجعًا لفهم السياسة العربية والدولية.
لم يكتف هيكل بالعمل الصحفي التقليدي، بل أسس مجموعة من المراكز المتخصصة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، مركز الدراسات الصحفية، ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. كان رؤية مستقبلية لأهمية البحث العلمي والتوثيق في العمل الصحفي.
الوزير الصحفي: جمع بين السلطة والقلم
في عام 1970م، عُين هيكل وزيرًا للإرشاد القومي «الإعلام لاحقًا»، لكن الرئيس عبد الناصر، الذي كان يعرف تمسك صديقه بمهنة الصحافة، نص في المرسوم على استمراره في عمله كرئيس تحرير للأهرام، وكان هذا اعترافًا بقدرة هيكل الفريدة على الجمع بين العمل الحكومي والصحفي دون تضارب.
خلال فترة وزارة محمد حسنين هيكل، عُين الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشارًا له، في خطوة تؤكد حرصه على الاستعانة بالعقول المتميزة، والتقى مع شخصيات دولية مهمة مثل الكاتب الفرنسي أندريه مالرو.
بعد وفاة عبد الناصر في سبتمبر 1970م، ساعد هيكل الرئيس الراحل السادات في كتابة التوجيه الاستراتيجي لحرب أكتوبر 1973م وخطاب السادات أمام مجلس الشعب، وجد نفسه في خلاف مع سياسة «فك الارتباط» مع إسرائيل خطوة خطوة.
في 2 فبراير 1974م، أصدر «السادات» قرارًا بنقل «هيكل» من الأهرام إلى قصر عابدين مستشارًا لرئيس الجمهورية، و رفض «هيكل» المنصب، وخرج من الأهرام للمرة الأخيرة قائلًا كلمته الشهيرة: «الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي، وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي.. وفقط».
بعد رحيل الرئيس الراحل السادات، انشغل «هيكل» بالكتابة والنشر في الثمانينيات في القرن الماضي، أصدر سلسلة من الكتب المهمة مثل «خريف الغضب» الذي تُرجم إلى أكثر من 30 لغة، و«حرب الثلاثين سنة» الذي وثّق تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
في عام 1986م، صدر كتابه «حرب الثلاثين سنة - ملفات السويس»، وكان أول كتاب يصدر له في مصر منذ 1974م، زاره صديقه إبراهيم نافع رئيس الأهرام السابق، طالبًا حقوق النشر، فوافق «هيكل» على الفور.
« هيكل » صحاب الأسلوب الفريد
ما ميّز الصحفي والمفكر والكاتب محمد حسنين هيكل عن غيره من الصحفيين لم يكن فقط قربه من مراكز صنع القرار، لكنه امتاز بأسلوبه الفريد في الكتابة والتحليل، كان يجمع بين عمق الأكاديمي ووضوح الصحفي، بين التوثيق التاريخي والتشويق الروائي.
وكانت مقالاته الأسبوعية في الأهرام تحت عنوان «بصراحة» أصبحت موعدًا لا يُفوت لقراء العربية في كل مكان، كان يكتب بلغة سهلة ممتنعة، يشرح أعقد القضايا السياسية بأسلوب يفهمه القارئ العادي دون أن يفقد عمقه الفكري.
المؤرخ والشاهد
كان هيكل صحفيًا أو محللًا سياسيًا، مؤرخًا للحظات حاسمة في تاريخ المنطقة، شهد «مؤتمر جنيف» 1955م، وعاش لحظات تأميم قناة السويس هذا المشروع المصري العظيم، وشارك في التخطيط لحرب أكتوبر المجيدة 1973م، وحضر لقاءات تاريخية مع قادة العالم.
وثّقت كتب هيكل مثل «العروش والجيوش» و«المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» أحداثًا مهمة من زاوية الشاهد المطلع، الذي لا يكتفي بالرواية لكنها كان يحللها ويضعها في سياقها التاريخي الأوسع.
كان«هيكل» رجلاً يقدر الحياة الأسرية، وراء الصورة العامة لهيكل كصحفي وسياسي، و تزوج في يناير 1955م من السيدة هدايت علوي تيمور، الحاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وأنجب منها ثلاثة أولاد نجحوا في مجالاتهم المختلفة، وهم الدكتور علي هيكل أصبح طبيبا في جامعة القاهرة، والدكتور أحمد رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات، وحسن رئيس المجموعة المالية هيرميس كان هيكل فخورًا بإنجازات أبنائه وأحفاده السبعة.
الشيخوقة الذهبية: حكيم الإعلام العربي
أصبح هيكل بمثابة حكيم الإعلام العربي، في سنواته الأخيرة، وكان برنامجه «مع هيكل»، الذي استمر لسنوات، كان محطة أساسية لفهم الأحداث الجارية في المنطقة، وكان يحلل الأحداث بعين الخبير الذي عاش التاريخ ووثّقه.
واعتزل « هيكل» الكتابة المنتظمة في عيد ميلاده الثمانين في 23 سبتمبر 2003م، لكنه ظل متابعا للأحداث، معلقاً عليها بحكمة الشيخ وخبرة المحترف.
التقدير العالمي: صوت عربي يُسمع
عكست أقوال الآخرين من شخصيات عامة عالمية ومحلية عن «هيكل» مكانته الدولية ومنهم أنتوني ناتنج، وزير الدولة البريطاني الأسبق، وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية في وزارة أنتوني إيدن، وقال ضمن برنامج عن محمد حسنين هيكل أخرجته هيئة الإذاعة البريطانية ووضعته على موجاتها يوم 14 ديسمبر 1978م في سلسلة «صور شخصية»: «عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه... وعندما ابتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه».
وكتب الصحفي محمد حسنسن هيكل «الجورنالجي» تُرجمت إلى أكثر من 30 لغة، وأصبحت مراجع في الجامعات الغربية لدراسة سياسات الشرق الأوسط، و يكن مجرد صوت عربي، لكنه كان صوتًا عالميا يُحترم ويُستمع إليه.
ونرصد معا مؤلفات الصحفي والمفكر «الجورنالجي » محمد حسين هيكل باللغة العربية ومنها:
- «أكتوبر 73» السلاح والسياسة، اتفاق غزة - أريحا أولا السلام المحاصر بين حقائق اللحظة وحقائق التاريخ»، «أقباط مصر ليسوا أقلية رسالة إلى رئيس تحرير جريدة الوفد»، «مصر والقرن الواحد والعشرون» - ورقة في حوار، «1995 باب مصر إلى القرن الواحد والعشرين»، «أزمة العرب ومستقبلهم».
- «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل - الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية»، «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل - عواصف الحرب وعواصف السلام »، «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل سلام الأوهام أوسلو - ما قبلها وما بعدها»، وكتاب «المقالات اليابانية».
- «الخليج العربي.. مكشوف تداعيات تفجيرات نووية في شبه القارة الهندية»، «العروش والجيوش كذلك انفجر الصراع في فلسطين قراءة في يوميات الحرب».
- وكتب محمد حسنين هيكل .. بصراحة: أكثر من 700 مقال من يناير 1957 - يونيو 1990م (5 مجلدات من القطع الكبير).
- «حرب من نوع جديد»، «العروش والجيوش 2 » - «أزمة العروش وصدمة الجيوش قراءة متصلة في يوميات الحرب» (فلسطين 1948م، «كلام في السياسة قضايا ورجال: وجهات نظر» (مع بدايات القرن الواحد والعشرين)، «كلام في السياسة عام من الأزمات »! 2000 - 2001م، «كلام في السياسة نهايات طرق: العربي التائه 2001م»، «كلام في السياسة الزمن الأمريكي: من نيويورك إلى كابول».
- «سقوط نظام ! لماذا كانت ثورة يوليو 1952 لازمة ؟»، «الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق»، «استئذان في الانصراف رجاء ودعاء.. وتقرير ختامي»، «المقالات المحجوبة (نشرت في جريدة المصري اليوم).
- «خريف الغضب».. قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات، «مدافع آية الله، قصة إيران والثورة، «لمصر لا لعبد الناصر»، «عند مفترق الطرق»، حرب أكتوبر ماذا حصل فيها وماذا حصل بعدها.
- «مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان».
وكتب «هيكل » مؤلفات باللغة الإنجليزية ومنها..
«Secret channels, the inside story of Arab - Israeli peace negotiations) (القنوات السرية، القصة الداخلية للعرب، مفاوضات السلام الإسرائيلي).
« The Return of the Ayatollah-The Iranian Revolution from Mossadeq to Khomeini) (عودة آية الله - الثورة الإيرانية من مصدق حتى خامنئي) 1981م
هيكل يقدم مقدمات كتب لآخرين
كتب هيكل مقدمات للعديد من الكتب منها:
- «ماذا يريد العم سام ؟ (نعوم تشومسكي)، «غزة - أريحا سلام أمريكي (ادوارد سعيد)، «من حملة مشاعل التقدم العربي أحمد بهاء الدين (مجموعة من المؤلفين).
- «ملك النهاية مذكرات كريم ثابت: فاروق كما عرفته (كريم ثابت).
- «50 عاما على ثورة 1919م» (أحمد عزت عبد الكريم، «الرأي الآخر في كارثة الخليج» لـ فيليب جلاب، «كرومر في مصر لـ محمد عودة، عبارة غزل لـ فريدة الشوباشي.
- «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية (روجيه جارودي، لسراة الليل هتف الصباح - «الملك عبد العزيز دراسة وثائقية» (عبد العزيز التويجري).
- الحكومة الخفية (ديفيد وايز وتوماس روس) (تعريب: جورج عزيز)، «المؤتمر الصهيوني السابع والعشرون »1968م - الجزء الأول: تقارير- تركيب المؤتمر (تعريب: صبري جريس وآخرون).
- «محاضر الكنيست 1966 / 1967م نصوص مختارة من محاضر الكنيست السادس (تعريب صبري جريس وآخرون)، «العسكرية الصهيونية - المؤسسة العسكرية الإسرائيلية النشأة - التطور 1887 - 1967م» (طه محمد المجدوب وآخرون).
- «بالسيف أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط 1968 - 1986م» (ستيفن غرين).
- «تجربة العمل القومي حوار وشهادات قومية» - حوار مع: لطفي الخولي وآخرون (توفيق أبو بكر)، «بين الصحافة والقانون قضايا وآراء (إميل بجاني).
- (grasping the NETTLE of PEACE - A Senior Palestinian Figure Speaks Out (KHALED AL-HASSAN
- «أنا وبارونات الصحافة»(جميل عارف).
- LAURA BUSTANI) A marriage out of time my life with and without EMILE BUSTANI)
- «وجيه أباظة: صفحات من النضال الوطني » لعبد الله إمام، «محطات في حياتي الدبلوماسية ذكريات في السياسة والعلاقات الدولية» لنديم دمشقية.
- «المحروسة 2015 مسرحية في جزأين (سعد الدين وهبة).
- «الانقلاب» لممدوح نوفل، «المعلومات بين النظرية والتطبيق» لعبد المجيد الرفاعي، «حكومة عموم فلسطين في ذكراها الخمسين » لمحمد خالد الأزعر.
- فلسطين / إسرائيل سلام أم نظام عنصري ؟» لمروان بشارة، «عرائس من الجزائر» لزينب الميلي، «في عالم عبد الوهاب المسيري حوار نقدي حضاري» لمجموعة من المؤلفين).
- «إدوارد سعيد رواية للأجيال» لمحمد شاهين، «في حضرة محمد عودة عاشق في محراب الوطن» لمجموعة من المؤلفين).
كتب عن محمد حسنين هيكل
وقدمت مؤلفات وكتب عن محمد حسنين هيكل ومنها.. هيكل أو الملف السري للذاكرة العربية، الطبعة الأولى، تونس 1993م – الطبعة الثانية، مدبولي، القاهرة 2000 م– الطبعة الثالثة، بيروت 2003م وقدمه رياض الصيداوي، وكتاب «يوسف بن العربي السباعي .. هيكل الأسطورة»
في 17 فبراير 2016، رحل محمد حسنين هيكل عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد صراع قصير مع المرض، و كان رحيلا لأسطورة، لكن تركته الفكرية والصحفية تبقى شاهدة على عصر كامل من تاريخ المنطقة.
في عالمنا وعصرنا الآني الذي تتسارع فيه الأحداث وتتزايد فيه مصادر المعلومات، يبقى محمد حسنين هيكل «الجورنالجي» مثالًا على الصحفي الذي يجمع بين السرعة والعمق، بين الإثارة والمصداقية، بين المحلية والعالمية، وسيقى إرثه المميز والمتفرد بكل كلمة خطها يذكرنا بأن الصحافة الحقيقية هي التي تسأل الأسئلة الصعبة، وتبحث عن الحقيقة مهما كان الثمن، وتضع التاريخ في نصابه الصحيح.
وهكذا عاش محمد حسنين هيكل، وهكذا سيُذكر كصانع للتاريخ ومؤرخ له، كصحفي استثنائي في عصر استثنائي، وكصوت عربي أصيل في عالم متغير.