جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأكاديمية العسكرية محملة برسائل استراتيجية تتجاوز حدود البروتوكول، لتعكس وعي الدولة بحجم التحديات واستعدادها لمواجهتها عبر بناء الإنسان وتعزيز قوة مؤسساتها.
وقد اعتبر عدد من رؤساء الأحزاب أن الخطاب يمثل خريطة طريق وطنية، تجمع بين صلابة الدولة المصرية وتلاحم قيادتها السياسية والعسكرية، مع الرهان على وعي الشباب ودورهم المحوري في صناعة المستقبل.
رسالة قوية
وأكد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأكاديمية العسكرية لم تكن مجرد خطاب بروتوكولي، بل رسالة قوية وواضحة بأن الدولة المصرية تمتلك قيادة واعية تدرك حجم التحديات وتعد لها الأجيال القادرة على المواجهة.
وأضاف صقر، في حديث لـ"دار الهلال"، أن الرئيس وضع أمام الجميع معادلة الأمن القومي التي تقوم على الانضباط، والعلم، وبناء الإنسان جنبًا إلى جنب مع القوة العسكرية الصلبة.
وشدد رئيس حزب الاتحاد على أن ما جاء في الكلمة يقطع الطريق على كل من يحاول التشكيك في صلابة الدولة المصرية أو في جاهزية قواتها المسلحة، مشيرًا إلى أن تلاحم القيادة السياسية مع المؤسسة العسكرية يظل الضمانة الأولى لاستقرار الوطن وحماية مقدراته.
واختتم صقر تصريحه بالتأكيد على أن حزب الاتحاد يدعم كل ما طرحه الرئيس، ويعتبره خريطة عمل وطنية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية بثبات وثقة.
رسائل موجزة
ومن جانبه، أكد المستشار جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص دائمًا على توجيه رسائل موجزة ومعبرة إلى الشباب، باعتبارهم العمود الفقري للدولة المصرية، والقادرين على تحمل مسؤولية المستقبل وبناء الوطن بسواعدهم في الحاضر.
وفي حديثه لـ"دار الهلال"، أوضح التهامي أن اختيار الأكاديمية العسكرية لإلقاء الرسالة يحمل دلالات عميقة، كونها صرحًا وطنيًا يفتح أبوابه لأبناء الوطن كافة وفق ضوابط ومعايير محددة، مشيرًا إلى حرص الدولة على تطوير الأكاديمية، وهو ما تجلى في إنشاء كلية الطب العسكري التي أشار إليها الرئيس في كلمته.
وأضاف أن الرئيس أوجز خلال خطابه أبرز التحديات التي تواجه الدولة، في ظل ما يحاك ضدها من مؤامرات خارجية، لافتًا إلى إشارته لانخفاض إيرادات قناة السويس بنحو 9 مليارات دولار، نتيجة التطورات في البحر الأحمر، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على الاقتصاد الوطني، في وقت تراهن فيه الدولة على وعي وصبر المواطنين وقدرتهم على تجاوز الأزمات.
وأشار التهامي إلى أن الرئيس شدد كذلك على ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال في مقدمة الداعمين للشعب الفلسطيني، وتعمل مع جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول للأزمة الراهنة، وصولًا إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.