في 29 سبتمبر 1810، وُلدت الكاتبة الإنجليزية إليزابيث جاسكل في حي تشيلسي بلندن، وتعد واحدة من أبرز الأصوات الأدبية في العصر الفيكتوري، وصاحبة روايات جمعت بين الواقعية الاجتماعية والرقة الإنسانية، وطرحت قضايا الطبقة العاملة والمرأة بأسلوب أدبي متوازن بين النقد والتعاطف.
نشأت جاسكل في كنف عائلة تنتمي إلى التيار الوحدوي البروتستانتي، وبعد وفاة والدتها وهي رضيعة، انتقلت للعيش مع خالتها في بلدة نوتسفورد الريفية، التي أصبحت لاحقًا النموذج الأدبي لبلدة "كرانفورد" في أشهر رواياتها.
تزوجت عام 1832 من القس ويليام جاسكل، واستقرت في مدينة مانشستر الصناعية، حيث عايشت عن قرب معاناة الطبقة العاملة، وهو ما انعكس بوضوح في أعمالها.
من أبرز أعمالها:
- ماري بارتون (1848): أولى رواياتها، تناولت فيها مأساة الطبقة العاملة في مانشستر، وحققت نجاحًا كبيرًا دفع تشارلز ديكنز لدعوتها للكتابة في مجلته Household Words.
- كرانفورد (1851–1853): رواية اجتماعية تصور الحياة في بلدة صغيرة، بأسلوب ساخر رقيق، وتُعد من أكثر أعمالها شعبية.
- شمال وجنوب (1854–1855): رواية عن الصراع الطبقي بين أصحاب المصانع والعمال، من خلال قصة حب تتقاطع مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية.
- الرحمة (1853): رواية جريئة عن فتاة ساقطة تجد الخلاص، أثارت جدلًا بسبب تناولها لقضايا الأخلاق والدين.
- زوجات وبنات: قصة كل يوم (1864–1866): آخر أعمالها، لم تكتمل بسبب وفاتها، وتُعد من أكثر رواياتها نضجًا من حيث البناء والشخصيات.
تميزت كتابات إليزابيث جاسكل بـ:
- الواقعية الاجتماعية دون قسوة، حيث نقلت معاناة الفقراء والنساء بلغة إنسانية.
- الاهتمام بالتفاصيل النفسية للشخصيات، خاصة النساء، في ظل القيود الأخلاقية للمجتمع الفيكتوري.
- القدرة على المزج بين السرد الروائي والملاحظة الاجتماعية ، مما جعلها من أوائل الكاتبات اللاتي قدّمن الأدب كمنبر للتغيير.
إلى جانب الرواية، كتبت جاسكل السيرة الذاتية لـ شارلوت برونتي (1857)، والتي أثارت جدلًا واسعًا بسبب كشفها عن تفاصيل شخصية، لكنها ساهمت في ترسيخ مكانة برونتي الأدبية.
توفيت إليزابيث جاسكل في 12 نوفمبر 1865 عن عمر ناهز 55 عامًا ، لكنها تركت إرثًا أدبيًا لا يزال يُقرأ ويُدرّس، خاصة في سياق تطور الرواية الاجتماعية النسوية في بريطانيا.