الخميس 6 يونيو 2024

كفاح محمد صلاح.. الإصرار والعزيمة والقدرة على تخطي الصعاب وراء تتويج نجم مصر الصاعد على عرش أفريقيا

تحقيقات5-1-2018 | 11:46

سطر اللاعب محمد صلاح تاريخا من الكفاح والتألق في ملاعب القارة العجوز، قاده لأن يتوج عن جدارة كأفضل لاعب إفريقي لعام 2017، أمس الخميس، من قبل الاتحاد الإفريقي"الكاف"، حيث تغلب صلاح على منافسيه ساديو ماني وبيير أوباميانج بعد أن أجبر عاشقيه من المديرين الفنيين والصحفيين المشاركين بالتصويت له، تلاهم جماهيره التي زاع صيته لديهم وكان لهم نصيب الأسد في التصويت له. 


بوابة الهلال اليوم تأخذكم في جولة سريعة حول تاريخ كفاح محمد صلاح النجم المصري المرصع بأيقونات الذهب النفيس:


فاز صلاح بالعديد من الجوائز منذ مروره على بلاد روما وحتى وصوله إلى قلعة آنفيلد الإنجليزية، أبرز صلاح خلال مشواره كل ما يحمله من أخلاق ومهارات وأهداف مثيرة، أصبح صلاح مسار حديث خبراء دوليين ووكالات عالمية، ليحصد ثمار كفاح شهور وسنوات مضى فيها اللاعب قدما بثبات نحو تحقيق حلم لم يقدر على الوصول إليه سواه ليصبح أول لاعب مصري يحصد جائزة الكاف.


صلاح صاحب الـ25 عاماً استطاع أن يؤثر فيمن حوله بأدائه الممتع وخلقه الرفيع في التعامل مع زملائه، ففي بازل السويسري خاض أول تجاربه الاحترافية وترك بصمته ليصل إلى عاصمة الضباب لندن عبر بوابة تشيلسي الإنجليزي بقرار من جوزيه مورينيو "سبيشال وان"، وهنا تعرض لأول محنة في مشواره بعد ملازمته قائمة بدلاء البلوز، وعدم إعطائه الفرصة الحقيقة للعب كأساسي. ليرفض صلاح التسليم بالأمر الواقع ويشد الرحال لبلاد قياصرة إيطاليا ويبدأ مشوار التألق مع فريق فيرونتينا في 6 أشهر فقط، عندها صوب ذئاب أيه أس روما أعينهم عليه وانتدبوه لفريقهم، فكان بوابته لتخطي المحنة وسطوع نجمه من جديد، ليحقق ألقابل كثيرة مع الذئاب منها"الأسرع، والأمهر، والمنقذ، والهداف، وصانع الأهداف" إلى جانب زميله البوسني ايدين دجيكو.


محنته وإصراره على تسلق الصعاب


الإصرار والعزيمة والقدرة على تخطي الصعاب كانت وراء تفوق صلاح، بعد أن وضع نصب عينيه تحديا داخليا جديدا لم يفصح عنه لأحد، ألا وهو العودة مرة أخرى إلى الدوري الإنجليزي الذي تحقق بانتقاله إلى قلعة آنفيلد معقل فريق ليفربول، وبصفقة بيع خيالية بتاريخ روما بلغت 42 مليون يورو، الإضافة إلى 8 ملايين امتيازات أخرى، ليكون الأغلى عربياً وإفريقياً والأعلى سعرا في تاريخ الريدز آن ذاك.


استطاع صلاح أن يحطم أرقام عظماء ليفربول بعد تطوير مستواه وتناغمه بسرعة عالية مع زملائه، بإحرازه 23 هدفا مع الفريق في 29 مباراة فقط بكل المسابقات، ليحطم رقم روبي فولر ويتساوى مع الأسطورة أيان راش منذ عام 1986 بتسجيله 20 هدفا قبل أعياد الكريسماس، ويحتل وصافة هدافي البريميرليج بـ17 هدفا خلف المتصدر هاري كين صاحب الـ18 هدفا، ويحصد في جعبته 100 هدف في تاريخه مع الفرق الأوروبية، هذا بخلاف تتويجه أفضل لاعب مع ليفربول لثلاثة أشهر، وأفضل لاعب بالدوري الإنجليزي عن شهر نوفمبر المنصرم ليكون أول مصري يتوج بها، ويصبح نجم الشباك الأول ومعشوق جماهير الريدز الذي ألفوا له الاهازيج والأغاني و آخرها أغنية"الملك المصري" الذي احتفل المشجعين بها ليلة رأس السنة الميلادية. وقد تسابقت الصحافة الإنجليزية والعالمية في لإجراء الحوارات مع النجم المصري، بعد التهامه كل الألقاب بإنجلترا وتصدره استفتاءاتهم وتتويجه الأفضل بتصويت الجماهير له، كان اخرها لشبكة "espn" الأمريكية.


صلاح والكابتن محمود الخطيب


وفي ديسمبر الماضي نال صلاح جائزة أفضل لاعب بالقارة السمراء، المقدمة من شبكة بي بي سي البريطانية، ليكون رداً قاسياً على نظيراتها فرانس فوتبول الفرنسية التي أعلنت قائمة باسم 30 لاعباً قالت أنهم الأفضل في العالم وخلت من اسم الفرعون المصري محمد صلاح متجاهلة كل ما صنعه، ليأتي أمس الخميس الرد الأقوى والتتويج الرسمي عن طريق الاتحاد الافريقي "كاف"، ليصبح أول مصري في التاريخ يتوج بالجائزة بعد الأسطورة محمود الخطيب أسطورة النادي الأهلي الذي نالها عام 1983 عندما كانت تحت إشراف مجلة فرانس فوتبل الفرنسية. 


منتخب مصر والصعود لكأس العالم


وعلى صعيد المنتخب المصري حدث ولا حرج، وهي المرحلة الأكثر أهمية في تاريخ محمد صلاح، فقاد الفراعنة للوصول لنهائي بطولة إفريقيا 2017 بالجابون بعد غياب دام لـ3 بطولات متتالية، كما صعد بالمنتخب لكأس العالم روسيا 2018 وكسر نحس المصريين بعدم المشاركة في المحفل العالمي بعد إحرازه خمسة أهداف خلال التصفيات المؤهلة، ويكفى القول أنه صاحب هدفي الصعود أمام منتخب الكونغو بملعب برج العرب، في المباراة التي انتهت بفرحة المصريين بفوز غال بنتيجة 2/1.



في النهاية لا يسعنا غير أن نتقدم بالشكر للاعب المصري محمد صلاح ونشيد بتاريخه الكروي خلقاً ولعباً ورفع اسم بلاده عالياً، وتقديم صورة أكثر من رائعة عن شعبه وبلده مصر أمام العالم أجمع.