أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الدين الإسلامي نهى عن جميع صور الاستعلاء، حتى الاستعلاء بالعبادة والطاعة، موضحًا أن الشخص لا يجوز له أن يتعالى على غيره أو يدّعي الالتزام في مقابل الآخرين، لأن هذا من تلبيسات الشيطان.
وأشار تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم، على فضلهم ومكانتهم، لم يُعرف عن أحدهم أنه قال: "أنا ملتزم" أو "أنا متدين"، بل كانوا يخافون على أنفسهم من النفاق رغم اكتمال عبادتهم ونشأتهم في مدرسة النبوة.
وأضاف أستاذ الفقه أن الصحابة الكرام كانوا ينسبون الفضل كله لله سبحانه وتعالى، ولا يرون قيمة لأعمالهم، بل يخشون أن يكون في أعمالهم نفاق، لافتًا إلى ما ورد عن ابن أبي مليكة من أنه أدرك ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ كلهم يخافون على أنفسهم النفاق.
وأوضح الدكتور هاني تمام أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رغم مكانته وفضله، كان يسأل حذيفة بن اليمان – كاتب سر النبي ﷺ – إن كان اسمه ضمن أسماء المنافقين، وهو ما يعكس شدة خوف الصحابة من النفاق وتواضعهم لله عز وجل.
وتابع أن البعض في الوقت الراهن قد يقع في فخ التدين الظاهري أو ادعاء الالتزام، مشددًا على أن التدين الصحيح ظاهراً وباطناً لا يجعل صاحبه يرى قيمة لعمله أو يستشعر الفضل لنفسه، بل يرى كل ذلك من توفيق الله عز وجل.
ونبه الدكتور هاني تمام، على خطورة ما يروجه البعض من مفاهيم خاطئة حول الالتزام، مؤكداً أنه لا يصح للشخص أن يصف نفسه بأنه "ملتزم" أو "متدين" في مقابل غيره، لأن في ذلك كِبرًا خفيًا وشعورًا بالتفوق على الآخرين، وهو ما يناقض حقيقة التواضع لله سبحانه وتعالى.