استضاف المجلس الأعلى للثقافة مساء أمس الاثنين، ندوة بعنوان "تقاطعات الذكاء الاصطناعي مع الصناعة المسرحية، ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة "دورة سميحة أيوب".
أدار الندوة الدكتور أحمد عامر أستاذ التأليف والنقد بقسم علوم المسرح كلية الآداب بجامعة حلوان، وتحدث خلالها الفنان عزت إسماعيل والفنانة شيرين حجازي في مداخلة بعنوان تصميم دراما حركية، والمهندسة أميرة سعيد مديرة مبادرة قدوتك التابعة للإدارة المركزية للتنمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واهتمت بالحديث عن تمكين الإبداع النسوي باستخدام تقنية الـAI، أما المداخلة الثالثة فكانت للدكتور أحمد سعيد المستشار القانوني وخبير الملكية الفكرية وحماية التراث الثقافي غير المادي، وطرح خلالها سؤال: هل الذكاء الاصطناعي حليف أم منافس للفنون من منظور قانون؟.
وشهدت الندوة حضور المخرجة عبير لطفي رئيس المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم المديرتين الفنيتين للمهرجان.
شيرن حجازي: الذكاء الاصطناعي محاكاة بوجود عقل يستقبل الأسئلة
وقالت الفنانة شيرين حجازي، إن الذكاء الاصطناعي بمثابة محاكاة بوجود عقل يستقبل الأسئلة ويدرس من يطرحها طوال الوقت، ويتعرف على مفرداته، ويرد بإجابات يفهمها صاحب السؤال.
وتحدثت عن تجربتها هي والفنان عزت إسماعيل في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنهما أرادا تقديم عرض للرقص المعاصر بخصوصية مصرية، ونظرا لأن دراستها للرقص كانت مع أساتذة أجانب من جنسيات مختلفة ولم يكن بينهم شخص واحد مصري، كانوا يعملون بطريقة غربية ويطبقون أساليبهم الخاصة، لكنها كانت تريد أن تكون أعمالها لها خصوصية الهوية والفلكلور المصري والرقص البلدي، وعزت أيضًا ينفذ عروضه بطريقته، فاختارا العمل معا على كتاب الموتى.
وأكدت " حجازي " أن الكتاب كبير جدا وتمت كتابته منذ آلاف السنين، وبعد قراءته اتضح لهما أنه ليس كتابا عن ثقافة ما بعد الموت، ولكن عن الحياة فيما يشبه الكتب السماوية الثلاثة، وكانت الرحلة بداخله ملهمة جدا، مشيرة إلى أنهما استخداما الذكاء الاصطناعي في تنفيذ العرض، لافتة إلى أنها تعتبر نفسها تلميذة لزميلها عزت في قصة التعامل الذكاء الاصطناعي.
و اعترف عزت إسماعيل بأن شغفه بالتكنولوجيا يصل الى حد الهوس، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي أتخذه صديقا مساعدا، يساعده في البحث واكتشاف الأمور في وقت قصير، وكذلك في التعبير عما يريد في إطار منظم ونقاط محددة وقال: "بدأنا العمل على كتاب الموتى بمنظور بعيد عن الغربي والتقليدي، وكانت لدينا أفكار تم ربطها بكتاب الموتى وبمواقف وإبداع فعلي، ولولا الذكاء الاصطناعي لكان الأمر استغرق منا وقتا طويلا"، شارحا أنه استخدمه ليس فقط كأداة بحث، ولكن أيضا كناقد ومصدر للمعلومات وملهم للأفكار، كما يمكنه تحليل الصور، وتقديم قائمة بكل العناصر التي يحتاجها في المسرح، مشيرا إلى أنه بعد هذه التجربة الطويلة اكتشف أن الذكاء الاصطناعي وشات جى بى تي (ChatGPT) أدوات ذكية جدا لكنه لا تعمل بمفردها، وإذا لم يكن المستخدم يعرف تحديدا ما يريده منها لن تستطيع مساعدته.
عزت إسماعيل الذكاء الاصطناعي يساعد المبدع الحقيقي في الوصول إلى مكانة أعلى
ولفت أيضا إلى عيوب استخدامه أهمها أنه يدفع بعض المبدعين إلى التخلي عن الجدية في العمل، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه مساعدة المبدع الحقيقي في الوصول إلى مكانة أعلى بصورة أسرع من خلال تطوير منتجه، لكن إذا لم يهتم الشخص بتحفيز نفسه ليتطور سوف يقف عند حد معين، وسيكون إنتاجه بلا اجتهاد بشري وهذا أمر يسهل على المتلقي اكتشافه، على عكس العمل الإبداعي الذي يبذل فيه مجهود كبير من الجانب البشري سيكون أفضل بكثير"،
وأوضح أن العيب الأكبر والأهم في "شات جي بي تي" أنه صناعة أمريكية وكل البيانات والمعلومات فيه أمريكية ترى المنظور المصري بشكل معين قائم على أبعاد سياسية واجتماعية وغيره، والدول العربية لا تملك بيانات رقمية، لذلك لا يمكنهم تغذيته بمعلوماتهم وبياناتهم الخاصة وهي مشكلة كبيرة.
وقالت المهندسة أميرة سعيد عن برنامج تمكين الإبداع النسوي باستخدام الذكاء الاصطناعي أنه برنامج تدريبي للسيدات، استفادت منه صاحبات الحرف في تطوير أدواتهم وتوسيع معارفهم بعدما كانت تواجههم مشكلة تسويق منتجاتهم، مشددة على أن عالم الذكاء الاصطناعي دخل في كل القطاعات والصناعات وتستخدمه كل الشركات الآن، مضيفة "لكن سيظل الإنسان مصدر الإبداع وصاحب الفكر ويقود الأداة".
أوضحت أميرة أن المبادرة استخدمت الذكاء الاصطناعي في مساعدة النساء في الوصول للفئات التي يستهدفونها، وصنع شخصيات افتراضية ودعمها بالصوت، والاستعانة به في الديكور والتصميمات، وتحسين الصورة مشيرة إلى أنه "في النهاية لابد من استغلاله لأنه يوفر مساعدة كبيرة، وهي على المستوى الشخصي تستخدمه على المستوى العملي والإداري والشخصي".
بينما تحدث الدكتور أحمد سعيد في النهاية عن الشق القانوني، ضاربا المثل بالفنانة منيرة المهدية "سلطانة الطرب" وأنها لم تكن مجرد فنانة بل مؤسسة إبداعية متكاملة وأول امرأة مصرية تقف على خشبة المسرح لتمثل وتؤلف وترقص وتغني وتنتج كانت تجسيد حي للملكية الفكرية ومثال حي على الملكية الصناعية، حيث استخدمت عدة شركات صورتها واسمها كعلامة تجارية، مشيرا إلى أن شخصية الفنان هي القيمة الأولى، متسائلا "كيف نحمي إبداع حفيدات إيزيس ومنيرة المهدية في العصر الرقمي، ولمن تؤول هذه الحقوق في الإبداع".
وشرح سعيد الملكية الفكرية بأنها: إبداعات العقل البشري، وأن الملكية الأدبية والفنية تنقسم إلى حق المؤلف والحقوق المجاورة (المؤدي، المنتج، هيئة البث)، لافتا إلى أن العالم كله يناقش هذه القضية، ويبحث عن منظومة قانونية وأخلاقية متكاملة، مشيرا إلى صدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة للتحكم بالذكاء الاصطناعي، بدلا من تركه ليحكمنا، واصفا الوضع بالمقلق، مشيرا إلى اعتماد ميثاق رقمي عالمي مؤخرا، يقوم على أربعة مبادئ هي :- حوكمة الذكاء - الشفافية والمساءلة وتحديد المصدر - حماية البيانات كأصل وحق- بناء القدرات ودعم التنوع الثقافي.
مهرجان إيزيس الدُّوَليّ لمسرح المرأة
مهرجان إيزيس الدُّوَليّ لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي، رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم المديرتين الفنيتين للمهرجان ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين، ويقام تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، إلى جانب وزارة الشباب والرياضة واليونك (اتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية)، والـ UNFPA ومؤسسة اتجاه والمعهد الثقافي الإيطالي، سِفَارة أسبانيا بالقاهرة، الهيئة العربية للمسرح، المجلس القومي للمرأة، وزارة الاتصالات، السِّفَارة الهولندية بالقاهرة، وكالة التعاون الإيطالي، سِفَارة النرويج بالقاهرة، البرنامَج المشترك zzj، مؤسسة زاد للفنون، معهد ثربانتس بالقاهرة، مؤسسة مصر الخير، دار ريشة للنشر والتوزيع، مؤسسة اليابان بالقاهرة، قطاع المسرح، المجلس الأعلى للثقافة، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، صندوق التنمية الثقافية، مؤسسة صناع الحياة، وصلة للفنون، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كالتوجراف، مسرح الريحاني «سوكسيه»، ومعهد جوته الألماني بالقاهرة.