الأربعاء 1 اكتوبر 2025

ثقافة

اليوم العالمي للقهوة.. رفيقة نجيب محفوظ في مقهى الفيشاوي

  • 1-10-2025 | 09:26

نجيب محفوظ

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

في اليوم العالمي للقهوة، لا يمكن أن نغفل عن فنجان البن الذي شكل رفيقا صامتا في حياة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وفي السطور التالية نستعرض علاقة هذا المشروب السحري مع الأديب نجيب محفوظ والذي ساعده على كتابة رواياته الخالدة.

تسللت رائحة سحرية إلى حواس أديب نوبل نجيب محفوظ وهو يجلس على مقعده المعتاد في مقهى الفيشاوي، حيث يختلط عبق البن بدخان الأرجيلة ليصنعا حالة فريدة من الإلهام.

لم تكن القهوة بالنسبة لمحفوظ مجرد مشروب عابر، بل رفيق درب وشريك رحلة طويلة ساعدته في ولادة ثلاثيته الشهيرة وأعماله الأدبية الخالدة.

كان فنجان القهوة بالنسبة لمحفوظ أشبه ببئر للأسرار، يمنحه انسيابًا في الأفكار وعمقًا في الرؤية، لتخرج من بين دخان المقهى ورائحة البن عوالم "زقاق المدق" و"خان الخليلي" و"الثلاثية".

أما مقهى الفيشاوي نفسه، فكان بيتًا ثانيًا يحتضن مشاعره ويحفظ ذاكرة خطواته وكلماته التي رسمت ملامح القاهرة وأهلها.

تحولت القهوة في حياة محفوظ إلى جسر يصل بين ذاته المبدعة وعالمه الروائي، مانحة إياه القدرة على التأمل والصبر والدخول في تفاصيل الحياة اليومية، ومنها خرجت شخصياته نابضة بالحياة، تجسد صراعات الخير والشر، وتكشف قيم الوفاء والأخوة التي شكّلت جوهر رواياته.

ورغم نيله جائزة نوبل في الأدب عام 1988 كأول كاتب عربي يحقق هذا الإنجاز العالمي، ظل محفوظ مرتبطًا بالقاهرة ومقاهيها الشعبية، يستلهم منها صدق الناس وبساطتهم، وينقل للعالم صورة إنسانية خالدة عن المجتمع المصري.

الثلاثية.. أيقونة الأدب العربي

تُعد "الثلاثية" ذروة إبداع محفوظ وأحد أعظم إنجازات الأدب العربي الحديث، حتى وصفها اتحاد الكتاب العرب بأنها "أفضل رواية عربية في التاريخ". تدور أحداثها حول رحلة كمال ابن السيد أحمد عبد الجواد من الطفولة إلى النضج، فيما بقي الأب "سي السيد" رمزًا للأدب الشعبي المصري.

استلهم محفوظ أبطاله من شوارع حي الجمالية حيث نشأ، فجاء الجزء الأول بين القصرين، الحائز على جائزة الدولة في الأدب، ليكشف ملامح أسرة الطبقة الوسطى تحت سلطة الأب المتزمت وزوجته أمينة. ثم ننتقل إلى الجزء الثاني قصر الشوق (1957)، حيث يكبر كمال وتتضح ميوله الفلسفية في ظل أحداث ما بعد ثورة 1919 ووفاة سعد زغلول، وسط تغيرات اجتماعية وسياسية كبرى. أما الجزء الثالث السكرية (1934–1943)، فيرصد تحولات جيل جديد وصراعات طبقية، ويكشف تراجع سطوة "سي السيد" مع إعادة تشكيل ملامح المجتمع المصري.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة