نحتفل في 1 أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للمسنين، والذي يهدف للتذكير بمكانة كبار السن وأهمية رعايتهم والاعتراف بفضلهم، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع أستاذ علم النفس كيف تواجه المرأة العاملة بين رعاية أبنائها والاهتمام بوالديها؟.
ومن جهتها، قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال"، أن المرأة العاملة تواجه تحديًا مضاعفًا؛ فهي في الوقت نفسه أم ترعى أبناءها، وموظفة أو باحثة تسهم في بناء المجتمع، وابنة تتحمل أمانة البر والرحمة تجاه والديها كبار السن، ورغم أن هذه الأدوار قد تبدو متعارضة، فإنها يمكن أن تتكامل إذا أحسنت تنظيم حياتها واستعانت ببعض الخطوات العملية التي تحقق لها التوازن بين الأدوار، ومنها ما يلي:

-تنظيم الوقت:
من الضروري أن تضع المرأة خطة يومية واضحة، تحدد فيها أوقات العمل، وأوقات الاهتمام بالأبناء، ومواعيد زيارة الوالدين أو التواصل معهم، حيث أن وجود جدول عملي يقلل من التوتر ويضمن التوازن بين جميع المسؤوليات.
-تقسيم الأدوار داخل الأسرة:
رعاية كبار السن ليست مسؤولية الابنة فقط، بل على جميع أفراد الأسرة أن يتعاونوا ويتقاسموا المهام، سواء في الزيارات أو متابعة الأدوية والمواعيد الطبية.
- الاهتمام النفسي والعاطفي:
كبار السن لا يحتاجون فقط إلى الرعاية الطبية، بل هم في أمس الحاجة إلى الكلمة الطيبة والحنان، حيث أن مكالمة هاتفية أو زيارة قصيرة قد تعني لهم الكثير وتشعرهم بأهميتهم ودورهم في الحياة، خاصة في مواجهة مشاعر الوحدة أو الاكتئاب.
-الاستفادة من التكنولوجيا:
يمكن للتكنولوجيا أن تساعد المرأة على متابعة والديها حتى مع ضيق الوقت، من خلال مكالمات الفيديو أو تذكيرهم بمواعيد الدواء عبر الهاتف، وهو ما يحقق الاطمئنان ويجعلهم يشعرون بالاهتمام.
-الرعاية الذاتية للمرأة:
لكي تتمكن المرأة من أداء جميع أدوارها بفاعلية، عليها أن تهتم بصحتها الجسدية والنفسية، لأن الضغوط المتزايدة قد تؤدي إلى الإرهاق أو الاكتئاب، لذا فالاعتناء بالنفس شرط أساسي للقدرة على رعاية الآخرين.
واختتمت حديثها مؤكدة على أن الوالدان نعمة لا تقدر بثمن، وبرهما سبب للبركة في الرزق والعمل والحياة، والمرأة العاملة يمكن أن تكون نموذجًا مضيئًا للتوازن إذا جمعت بين حسن التدبير، وصدق النية، والقدرة على طلب المساعدة من الآخرين، وكلما أدت دورها بحب وإخلاص، انعكس ذلك خيرًا عليها وعلى أسرتها، وظلت بركة رضا الوالدين تحيط بها في حياتها وعملها وأبنائها، وأن لا تنسى أن جميع الأديان السماوية قد حثت على البر والإحسان وطاعة الوالدين.