الخميس 2 اكتوبر 2025

تحقيقات

تاريخ مجمع اللغة العربية.. 93 عامًا في خدمة لغة الضاد

  • 2-10-2025 | 14:12

مجمع اللغة العربية

طباعة

لنحو 93 عامًا من تأسيسه ظل مجمع اللغة العربية، حارسًا للغة الضاد، يحفظ سلامتها وينظم الدراسات العلمية بشأنها ويصدر المعاجم وجعل كلماتها ملائمة لحاجات الحياة المتطورة، وتبسيط علومها.

 

تاريخ مجمع اللغة العربية

مجمع اللغة العربية هيئة علمية مستقلة، ذات شخصية اعتبارية، ولها استقلال مالي وإداري، وتتبع وزير التعليم العالي، ومقرها مدينة القاهرة، وتأسس رسميًا، في يوم الثالث عشر من ديسمبر عام 1932م، حين صدر مرسومٌ بإنشاء معهد باسم "مجمع اللغة العربية الملكي" يكون تابعًا لوزارة المعارف حينها، وكان الهدف منه الحفاظ على سلامة اللغة العربية، وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدّمها، ملائمة على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر.

كذلك كانت مهمة المجمع وضع معجم تاريخي للغة العربية، وأن ينظم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة، وأن يبحث كل ما له شأن في تقدّم اللغة، وفي العام التالي وتحديد في السادس من أكتوبر سنة 1933م صدر المرسوم الملكي بتعيين الأعضاء العاملين للمجمع، وعددهم عشرون عضوًا: عشرة من المقيمين بمصر، وخمسة من الشرقيين، وخمسة من المستشرقين.

وكان أعضاء المجمع وفقا للمرسوم الملكي، هم محمد توفيق رفعت (الرئيس)، حايم نحوم، حسين والي، فارس نمر، منصور فهمي، إبراهيم حمروش، محمد الخضر حسين، أحمد العوامري، علي الجارم، أحمد علي الإسكندري، السير هاملتون جب، أوجست فيشر، كارلوس نلينو، لويس ماسينيون، فنسنك (عين بدلًا منه ليتمان)، محمد كرد علي، عبد القادر المغربي، أنستاس ماري الكرملي، عيسى إسكندر المعلوف، حسن حسني عبد الوهاب.

وكان أول اجتماع عقده في 30 يناير سنة 1934م، حيث عقد المجمع الجلسة الأولى للدورة الأولى، ثم تابع المجمع عقد دوراته في مفتتح الشتاء من كل عام.

وفي عام 1984، احتفل المجمع بعيده الذهبي (50 عامًا على إنشائه)، وتزامن ذلك مع انتقاله من مبناه القديم بالجيزة إلى مبناه الحالي بحي الزمالك في القاهرة، ثم احتفل بعيده الماسي في 17-19 مارس عام 2007م في جامعة الدول العربية اعترافًا بقيمة هذا المجمع وما يمثله للأمة العربية.

وفي هذا الاحتفال، أصدر المجمع كتاب "المجمعيون في خمسين عامًا" الذي ضم بين دَفَّتَيْهِ سِيَرًا ذاتية لأعضاء المجمع (225 عضوًا) منذ إنشائه حتى عام الاحتفال، ثم كتابًا عن العيد الماسي ووقائعه، وكتاب "التراث المجمعي في خمسة وسبعين عامًا".

ويستهدف مجمع اللغة العربية، المحافظة على سلامة اللغة العربية، وجعلها وافية بمطالب العلوم والآداب والفنون، وملائمة لحاجات الحياة المتطورة، والنظر في أصول اللغة العربية وأساليبها لاختيار ما يوسع أقيستها وضوابطها، ويبسط تعليم نحوها وصرفها، ويُيَسِّر طريقة إملائها وكتابتها، وكذلك دراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والحضارية، وكذلك دراسة الأعلام الأجنبية، والعمل على توحيدها بين المتكلمين بالعربية، ودراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والحضارية، وكذلك دراسة الأعلام الأجنبية، والعمل على توحيدها بين المتكلمين بالعربية، وبحث كل ما له شأن في تطوير اللغة العربية والعمل على نشرها، وبحث ما يرد للمجمع من موضوعات تتصل بأغراضه السابقة.

مشروعات ومعاجم

وقدم المجمع عدد من المشروعات العلمية الكبرى ليقوم بتحقيق أهدافه وأغراضه، وكان من أهم هذه المشروعات وأكبرها المعجم الكبير، ومعجم لغة الشعر العربي، ومشروع الرقمنة، والتطوير الإلكتروني.

ومشروع المعجم الكبير من أهم مشروعات المجمع وأكبرها على الإطلاق؛ فقد كان الهدف من إنشاء المعجم الكبير أن يكون ديوانًا عامًّا للغة، جامعًا شواردها وغريبها، مُبَيِّنًا ما طرأ على بعضها من توسعٍ في الاستعمال، أو تطورٍ في الدلالة في عصور اللغة المختلفة، وفي عام 1956م أخرج المجمع الجزء الأول من المعجم الكبير، في نحو خَمْسِمِائَةِ صفحةٍ، يشتمل على مواد حرف الهمزة، ثم توالى صدور الأجزاء الأخرى إلى أن صدر الجزء التاسع عشر، وهو القسم الأول من حرف العين، عام ٢٠٢٥م.

أما معجم لغة الشعر العربي، هو معجم دلالي تاريخي، يَلِجُ عالمَ الشّعر من باب الجذور، يستقري ألفاظها، ويستقصي دلالاتها عبر العصور التاريخية المختلفة؛ وهو بذلك يمثل إضافة إلى العمل المعجمي على المستوى اللفظي والمستوى الدلالي والمستوى التاريخي، وأُنْجِزَ الجزء الأول من هذا المعجم (حرف الهمزة) عام 2015م، والجزء الثاني من المعجم (حرف الباء) أنجز المعدون تحرير مواده العلمية، وفور اعتمادها من اللجنة العلمية ستبدأ مرحلة التهيئة للطباعة، وقد بدأ فريق الإعداد بالمشروع في تحرير بعض الجذور من حرف التاء.

أما فيما يخص الرقمنة، فأنجز المجمع عدة مشروعات منها المحرك البحثي في ظل ما يمتلكه من محتوى لغوي وعلمي ثري وفريد، جرى بناؤه على مدار تسعين عامًا كاملة عبر نخبة من كبار العلماء – أعضاء المجمع - والخبراء والمحررين في مصر وخارجها. ولا تقف إرادة المجمع عند إتاحة هذا المحتوى على موقعه الإلكتروني فحسب، بل تمتد لتشمل السماح للمستخدمين بالبحث والتنقيب داخل هذا المحتوى، واستخراج المعلومات المختلفة بسرعة ودقة، وتم تطبيق هذا المحرك البحثي على المعجم الوسيط، ومن المنتظر أن يتم تنفيذه على كافة المعاجم التي أصدرها المجمع.

الاكثر قراءة