تتواصل بمكتبة الطفل والشباب بطامية، فعاليات الورش الفنية والحرفية ضمن الملتقى الثقافي الثالث والعشرين لشباب المحافظات الحدودية، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، بمحافظة الفيوم، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، بمشاركة 105 شابا وفتاة من المحافظات الحدودية.
ورشة الطرق على النحاس
قدم خلالها الفنان يوسف جلال شرحا تفصيليا لفن "الريبوسيه" (الطرق على النحاس)، موضحا أنه فن يعتمد على خطوات بسيطة تسهم في إنتاج لوحات ذات قيمة جمالية وحكائية.
وأشار أن الورشة شهدت تدريبات عملية لتصميم أعمال فنية تعكس هوية الفيوم، مثل: لوحة عن وادي الريان، وأخرى عن بحيرة قارون، وعن صناعة السلال، ولوحة لشباك الصيادين، لتكون هذه الأعمال مرآة حقيقية لثقافة المكان، وبوابة لابتكار منتجات تراثية ذات هوية محلية.
وأضاف أن هذا الفن لا يقتصر على النحاس فقط، بل يمكن تنفيذه باستخدام الألومنيوم ورقائق المعادن المختلفة، وحتى الخامات البسيطة مثل علب الصفيح، ورغم تراجع انتشاره أمام الأدوات الحديثة، فإن الشباب المشاركين أبدعوا في إنتاج قطع فنية يدوية نقشوا عليها عبارات مثل "صنع في الوادي الجديد"، و"صنع في الشلاتين"، ما يعكس ارتباطهم ببيئاتهم المحلية.
وكشف أن الورشة لا تنتهي بانتهاء فعاليات الملتقى، إذ يستمر التواصل مع المشاركين بعد عودتهم إلى محافظاتهم من خلال مدربين محليين لتطوير مهاراتهم في تصميم جداريات النحاس أو القطع الصغيرة المستوحاة من فن "الأوريجامي"، وتشهد هذه الورشة تنفيذ جدارية كبيرة تجسد الملامح التراثية لمدينتي حلايب والشلاتين.
وعن آراء المشاركين، أوضح مبشر صلاح من أسوان أنه سبق وشارك في ملتقيات سابقة، واختار ورشة النحاس لتطوير مهاراته، مشيدا بأسلوب المدرب في تبسيط خطوات التعلم، بينما ذكر سليمان محمد أنه فضّل الاشتراك في ورشة النحاس رغم إعجابه بورش أخرى مثل الحفر على الصدف والجلود.
ورشة الرسوم المتحركة
عرف خلالها الدكتور محمد ربيع، الشباب على تقنيات الأنيميشن ثنائي الأبعاد (2D Animation) باستخدام برامج متخصصة مع تدريبات عملية على أساسيات الرسم والتحريك، وخطوات إنتاج فيلم قصير بعنوان "إيد واحدة"، يعرض في حفل ختام الملتقى.
وعبّر يوسف عزت من القاهرة عن استفادته الكبيرة من الورشة، حيث تمكن من تعلم مبادئ الحركة، وصناعة فيديو تجريبي قصير، بجانب اكتساب مهارات رسم الشخصيات وبناء هيكلها الحركي.
كما أعربت نهلة محمد من الخارجة بالوادي الجديد عن سعادتها بالمشاركة، مؤكدة أن اهتمامها بصناعة الرسوم المتحركة بجانب دراسة الإعلام دفعها لاختيار هذه الورشة، التي منحتها فرصة لتعلم الأساسيات، وأشارت إلى أن التجربة أضافت كثيرا إلى ثقافتها، كما أن التعاون بين المشاركين خلق أجواء من المحبة والتفاعل.
كما شهد اليوم تواصل فعاليات ورش: "الديكوباج" تدريب الفنانة مها محب، "النحاس والعروسيك" تدريب الفنان خلال عبد الخالق، "الكونكريت" تدريب الفنانة سهام إسماعيل، "الحلي" تدريب الفنانة نهى الكاشف، "الرسم على الفخار"، للدكتورة أميمة رشاد، بالإضافة لورشة "المسرح"، "النحت على الصدف" تدريب الفنان جلال عبد الخالق، فن "الريزن" للفنان نادر حسن، فن "الأركت" للمدرب أيمن السعدني، وورشة "الجلود" الفنانة نسرين مجدي.
فعاليات الملتقى الثقافي الثالث والعشرون تنفذ من خلال الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، برئاسة أحمد يسري، المدير التنفيذي للملتقى، وبإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، وبالتعاون مع إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد، وفرع ثقافة الفيوم بإدارة ياسمين ضياء.
ويتضمن البرنامج ورشا وفنية وحرفية متخصصة، إلى جانب تنظيم دوري ثقافي ورياضي، وجولات وزيارات ميدانية لأبرز المواقع السياحية بالفيوم، منها: وادي الريان، معبد قصر قارون، قرية تونس، ونادي قارون.
ويعد مشروع "أهل مصر" أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة، ويستهدف أبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، واكتشاف ودعم الموهوبين، تحقيقا للعدالة الثقافية.