تصادف اليوم ذكرى وفاة هينينج مانكل، وهو روائي وكاتب مسرحي سويدي يعد أحد أبرز كتّاب أدب الجريمة في العالم، الذي لم يكتف بإثارة التشويق، بل استخدم الرواية كمنصة للتأمل في الهوية، العدالة، والإنسانية، اشتهر بسلسلة روايات الغموض والجريمة التي ابتكر لها بطلا هو شخصية المفتش «كورت فالندر» من مركز شرطة مدينة ايستاد، الواقعة بمحافظة سكونه جنوب السويد.
وُلد مانكل في 3 فبراير 1948 في ستوكهولم، ونشأ في بلدة سفيج وسط السويد، حيث كان والده قاضيًا. تركته والدته في طفولته، فعاش مع والده وشقيقته، وهي تجربة أثّرت في نظرته للحياة والعزلة. في سن السادسة عشرة، انضم إلى البحرية التجارية، وعمل على متن سفينة شحن، قبل أن يعود إلى ستوكهولم ويبدأ مسيرته الأدبية والمسرحية.
اشتهر مانكل بسلسلة رواياته البوليسية التي تدور حول شخصية المفتش كورت فالاندر من شرطة مدينة يستاد جنوب السويد.
بدأت السلسلة برواية قتلة بلا وجه عام 1991، وتوالت الأعمال حتى الرجل المضطرب عام 2009. تميزت الروايات بأجواء قاتمة، وشخصيات معقدة، ونقد اجتماعي عميق، مما جعلها تتجاوز حدود أدب الجريمة التقليدي.
تم تحويل السلسلة إلى أعمال تلفزيونية ناجحة باللغتين السويدية والإنجليزية، وشارك مانكل في تأسيس شركة الإنتاج يلو بيرد التي أنتجت هذه الأعمال.
إلى جانب الرواية، كان مانكل كاتبًا مسرحيًا ومديرًا فنيًا لمسرح كرونوبيرج في السويد، ثم تياترو أفينيدا في مابوتو، موزمبيق. عاش جزءًا كبيرًا من حياته في إفريقيا، وشارك في حملات توعية ضد الإيدز، ودعم العديد من المنظمات غير الحكومية.
كتب روايات للأطفال واليافعين مثل أسرار في النار، وسعى دائمًا إلى ربط الأدب بالقضايا الإنسانية.
أبرز أعماله
- قاتل بلا وجه (1991)
- كلاب ريغا (1992)
- الهرم (1999)
- الرجل المضطرب (2009)
- الأحذية الإيطالية (2006)
- أموت، لكن ذكراي باقية (2003) – تأملات غير روائية في تجربته الإفريقية
رغم رحيله، لا تزال أعمال مانكل تُقرأ وتُترجم إلى عشرات اللغات، ويُحتفى به كأحد رواد أدب الجريمة الاسكندنافي، الذي مزج بين التشويق والتأمل، وبين التحقيقات البوليسية والأسئلة الوجودية.