تستضيف مصر، غدًا الاثنين، جولة مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، لبحث سبل توفير الظروف الميدانية الملائمة، بما يصب لصالح تنفيذ عملية تبادل جميع المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وفقًا للمقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي.
وتهدف هذه المفاوضات إلى وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة منذ عامين، ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، في إطار الجهود المصرية المستمرة لتثبيت التهدئة ودعم مسار الحل السياسي.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان حركة حماس قبولها موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين أحياء وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، مشددة على استعدادها للدخول فورًا، من خلال الوسطاء، في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك.
وفي موافقتها، لم تمانع حماس تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين، بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادًا إلى الدعم العربي والإسلامي.
غير أنها في المقابل، أكدت أن "أي قضايا تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني مرتبطة بموقف وطني جامع، واستنادًا إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع، ستكون حماس من ضمنه، وستسهم فيه بكل مسؤولية".
رد حماس حظي بترحيب من القوى الفلسطينية والأطراف الدولية برد حماس، حيث اعتبرته بادرة إيجابية تمهد لحقن دماء الشعب الفلسطيني، وتعكس رغبة صادقة في إنهاء الإبادة الإسرائيلية المرتكبة ضد المدنيين العزل.
وبعد ذلك، توجه وفدا إسرائيل وحركة حماس إلى القاهرة، لبدء مباحثات غير مباشرة حول الترتيبات الميدانية الخاصة بعملية تبادل جميع الأسرى، وذلك وفقًا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر مطلعة.
مصر محور الحدث
وأعلنت إسرائيل، أنها وجهت طاقمها التفاوضي إلى مصر، لإجراء مفاوضات تستمر أيامًا للتوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة بناء على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن جانب حماس، أكدت مصادر أن وفدها سيتحرك من الدوحة، اليوم الأحد، تمهيدًا لمشاركته في المحادثات حول المقترح الأمريكي.
وتحدث إعلام أمريكي وعبري، عن أن مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، سيصلون كذلك إلى القاهرة لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل الفنية الخاصة بعملية إطلاق سراح الرهائن من غزة، وكذلك مناقشة خطة إنهاء الحرب في القطاع.
في غضون ذلك، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مصادر، أن محادثات القاهرة تهدف إلى المساعدة في إتمام الاتفاق بشأن الخطة الأمريكية.
وحسب ما أوردته الصحيفة، فإن إرسال واشنطن وفدًا رفيع المستوى دليل على مدى جدية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاق رغم مخاوف كبيرة بشأن شروط جميع الأطراف المعنية.
تحرك الوسطاء
في الأثناء، أكدت مصر وقطر، بصفتهما الوسيطين في المفاوضات، أهمية البناء على الزخم الإقليمي والدولي الذي تحقق عقب طرح خطة الرئيس الأمريكي لوقف الحرب، باعتبارها فرصة يجب استثمارها لوقف نزيف الدم وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.
وفي سياق ذلك، شددا على ثوابت الموقف العربي الداعي إلى الوقف الفوري للحرب، وضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى قطاع غزة، ورفض أي محاولات للتهجير أو تغيير الواقع الديموغرافي في القطاع.
كذلك، أكدا على وحدة الأراضي الفلسطينية بين قطاع غزة والضفة الغربية، باعتبارها الركيزة الأساسية لتحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
في سياق متصل، أكد الرئيس دونالد ترامب، وقف إطلاق النار في غزة سيدخل حيز التنفيذ فور موافقة حماس على خط انسحاب الجيش الإسرائيلي الأولي من القطاع.
وفي ذات الوقت، سيبدأ تبادل الأسرى، وتهيئة الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب، كما قال ترامب.
وبموجب الخطة الأمريكية، سيتم إطلاق سراح الأسرى الأحياء وتسليم جثث الموتى الذين تحتجزهم حماس في غضون 72 ساعة، وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه استعدادًا لإطلاق سراح الرهائن.
وفي مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ستفرج إسرائيل عن 250 فلسطينيًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المعتقلين.
وخلال هذه الفترة، سيتم تعليق جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال مجمدة حتى تتحقق شروط الانسحاب الكامل على مراحل.
وتنص الخطة على إنشاء سلطة انتقالية مؤقتة عبر لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير مسيسة لتولي إدارة الخدمات العامة والبلدية اليومية لسكان غزة، وستعمل هذه اللجنة تحت إشراف ورقابة هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى "لجنة السلام"، سيقودها ويرأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا.