أوضح اللواء أركان حرب وائل ربيع، المحاضر فى أكاديمية ناصر العسكرية، حول انتصارات أكتوبر المجيدة، أن خطة الخداع الاستراتيجى المصرية لا تزال تُدرّس عالميًا لما تميزت به من عبقرية وقدرة على التضليل، خدعت إسرائيل علاوة على سائر القوى العظمى كأمريكا والاتحاد السوفيتى آنذاك.
وأكد خلال ندوة نظمها المجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان "انتصار أكتوبر والذاكرة الوطنية"، ضمن احتفالات المجلس بانتصارات أكتوبر المجيدة، أن الجندى المصرى كان ثانى أهم عوامل النصر بعد خطة الخداع.
وأشاد بدور الرئيس أنور السادات الذى كان العقل المدبر ومحور الارتكاز فى تنفيذها؛ حيث أدار عملية خداع وطمأنة بارعة جعلت العدو الإسرائيلى يطمئن زيفًا، حتى جاءت لحظة العبور التى أربكت حساباته تمامًا، ما أجبر مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية حينها أن يعترف بذكاء السادات وحنكته، اللذين مكّناه من الجمع بين الرؤية الاستراتيجية والقرار الحاسم فى التوقيت المناسب، ليقود مصر إلى نصر تاريخى مجيد يُعد من أعظم الإنجازات فى تاريخها الحديث.
من جهته أكد الدكتور عمرو عبد العلي، وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، والمشارك فى مشروع ترجمة موسوعة انتصار أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية، أن تخطيط الخداع الاستراتيجى الذى نفذته مصر قبل نصر أكتوبر كان بالغ الدقة، إذ نجحت القيادة المصرية فى إخفاء نياتها الحقيقية وإرباك العدو حتى اللحظات الأخيرة، وحتى مع بدء التحركات المصرية والسورية، ظل العدو يظن أنها مجرد مناورات، مما عزز عنصر المفاجأة.
وأضاف أن المخابرات الأجنبية شكّت فى قدرة الرئيس أنور السادات على اتخاذ قرار الحرب، معتبرة إياه أقل حزمًا من عبد الناصر، وزاد الاطمئنان الغربى بعد انسحاب الخبراء الروس من مصر وسوريا، ما جعلهم يستبعدون الحرب، لكن المفاجأة الكبرى وقعت فى السادس من أكتوبر مع انطلاق العمليات الجوية المصرية والسورية، التى صدمت العالم وأثبتت أن ما بدا من مناورات لم يكن إلا خطة خداع محكمة قادتنا إلى نصر أكتوبر التاريخى.
شهدت الندوة مشاركة كوكبة من الأكاديميين والقادة والأبطال الذين عايشوا أحداث العبور والنصر، وهم اللواء الدكتور نصر سالم؛ المحاضر فى أكاديمية ناصر العسكرية، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، واللواء الدكتور وائل ربيع؛ المحاضر فى أكاديمية ناصر العسكرية، واللواء ماجد شحاتة؛ أحد أبطال المجموعة 139 صاعقة المشاركة فى نصر أكتوبر، والأستاذ الدكتور أشرف الشرقاوى؛ رئيس قسم اللغة العبرية الأسبق بكلية الآداب جامعة المنصورة، والمشارك فى مشروع ترجمة موسوعة انتصار أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية، والأستاذ الدكتور عمرو عبد العلى؛ وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، والمشارك فى مشروع ترجمة موسوعة انتصار أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية.
وبدأت الفاعلية بعرض فيلم تسجيلى، لخص تفاصيل أحداث العبور والنصر، وردود فعله البهيجة التى عقبتها فى شتى ربوع الوطن، وعلى النقيض أوضح ما تجرعته صفوف العدو من مرارة وحسرة وخسارة.