الأربعاء 8 اكتوبر 2025

تحقيقات

دبلوماسيون: اختيار مصر لرئاسة “اليونسكو” تتويجٌ سياسيٌّ لمكانتها وثقة العالم في قيادتها

  • 8-10-2025 | 10:04

اليونسكو

طباعة
  • أ ش أ

مصرُ التاريخ والريادة، صاحبةُ أعظم وأعرق حضارةٍ عرفها العالم، تتوَّج اليوم على رأس إحدى أهم المنظمات الدولية، هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في مهمةٍ ساميةٍ لحماية التراث الإنساني وترسيخ الحوار الثقافي بين الشعوب.

فانتخابُ الدكتور خالد العناني، مرشّح مصر، مديرًا عامًا للمنظمة بعد حصوله على 55 صوتًا من أصل 57، يُعدّ تجسيدًا لثقة العالم في الدولة المصرية، وتتويجًا لمكانتها الدولية ولقيادتها الحكيمة التي تمضي بخطى ثابتة على طريق السلام والتنمية في المنطقة والعالم.

وأكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السابقة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن التصويت الساحق الذي حصل عليه المرشح المصري الدكتور خالد العناني، ولأول مرة في تاريخ منظمة اليونسكو، يعكس مدى التقدير الذي تحظى به مصر وثقة دول العالم في مكانتها وريادتها الدولية، منوهة بأن هذا الفوز يُعد عبورًا جديدًا لمصر وانتصارًا يواكب احتفالاتها بذكرى نصر أكتوبر المجيد.

وأضافت السفيرة نبيلة مكرم أن اختيار الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا لمنظمة اليونسكو يمثل انتصارًا مستحقًا للدولة المصرية، ولحظة فخر وسعادة لكل المصريين، موضحةً أن هذا الإنجاز جاء ثمرةً لقيادة سياسية واعية دفعت بكفاءاتها الوطنية إلى المحافل الدولية، إلى جانب الجهد المخلص الذي بذلته وزارة الخارجية في إدارة هذا الملف على مدار عامين في رحلةٍ طويلةٍ مليئةٍ بالتحديات.

واختتمت السفيرة نبيلة مكرم تصريحها بالتأكيد أن مصر تنتصر اليوم على الساحة الدولية بجدارة، من خلال أبنائها الأكفاء، وفي مقدمتهم الدكتور خالد العناني، الذي يجمع بين الخبرة الأكاديمية العميقة والإخلاص في العمل والانتماء الصادق لوطنه.

من ناحيته، أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريح لـ أ ش أ أن اختيار مصر لتولي رئاسة منظمة اليونسكو يمثل تكريمًا سياسيًا للدولة المصرية، ويعكس المكانة الرفيعة والثقة الكبيرة التي تحظى بها على المستويين الإقليمي والدولي.

وقال السفير رخا حسن إن انتخاب شخصية مصرية لهذا المنصب الدولي البارز يؤكد ما تمتلكه مصر من كفاءات وخبرات كبيرة قادرة على تولي مواقع قيادية في المنظمات الأممية، مشيرًا إلى أن اليونسكو تُعد من أهم منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم والثقافة والعلوم.

وأضاف أن اختيار مصر لهذا المنصب جاء إدراكًا من المجتمع الدولي لأهميتها التاريخية والحضارية، فهي “أمّ الحضارة” وصاحبة الريادة الثقافية في المنطقة، كما أنها دولةٌ عربيةٌ أفريقيةٌ محورية، وعضوٌ مؤسسٌ في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

ولفت إلى أن مصر سبق أن قدّمت شخصية عالمية على رأس الأمم المتحدة، هو الدكتور بطرس بطرس غالي، وها هي اليوم تقدّم الدكتور خالد العناني ليواصل هذا الإرث المصري العريق في خدمة السلام والثقافة على الساحة الدولية.

وشدّد السفير رخا حسن على أهمية دور مدير عام اليونسكو في تنويع ودفع البرامج الثقافية التي تقدمها المنظمة، لا سيّما في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، مثل سرقة الآثار وتدميرها، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من ممارسات في القدس والمسجد الأقصى، ما يتطلّب اهتمامًا متزايدًا من اليونسكو لحماية التراث الإنساني.

واختتم قائلًا إن تولي مصر هذا المنصب يُعد إضافةً كبيرةً لمكانتها الدولية، وفرصةً لتعزيز صوت الشرق الأوسط وأفريقيا داخل واحدة من أهم مؤسسات الأمم المتحدة التي تضم 194 دولة عضوًا.

وفي السياق ذاته، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية السابق، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن فوز مصر بمنصب مدير عام اليونسكو يُعدّ نتيجةً طبيعيةً للعلاقات المتميزة التي أرساها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم عام 2014، والتي اتسمت بالتنوع والانفتاح والتوازن في علاقاتها مع مختلف دول العالم.

وأوضح الحفني أن الدبلوماسية المصرية خلال السنوات الماضية نجحت في توسيع دائرة الشراكات الدولية وتعزيز الثقة المتبادلة مع الدول العربية والأفريقية والأوروبية، لافتاً إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال عامي 2019 و2020، إلى جانب الزيارات الخارجية المكثفة للرئيس السيسي، ساهمت في ترسيخ مكانة مصر على الساحة الدولية ومهّدت لترشحها الناجح لهذا المنصب في ظروفٍ دوليةٍ مختلفةٍ تمامًا عن السابق.

وأضاف أن الحملة المصرية لإدارة الترشح لانتخابات اليونسكو اتسمت بالمهنية والهدوء والرصانة، حيث حشدت القاهرة دعم الدول العربية والأفريقية والأوروبية ودولًا أخرى، مما مكّنها من تحقيق تأييدٍ واسعٍ وأغلبيةٍ كاسحةٍ في تصويت المجلس التنفيذي، لترسّخ حضورها الدولي المتنامي وتؤكد ثقة دول العالم في قدرتها على الإسهام في قيادة العمل الدولي المشترك.

وأكد نائب وزير الخارجية السابق أن اختيار العالم لمصر في هذا التوقيت يعكس إدراك المجتمع الدولي لدور القاهرة المتوازن والمسؤول، مشيرًا إلى أن دول المجلس التنفيذي لليونسكو رأت في ترشّح الشخصية المصرية تجسيدًا لصوتها وإيمانًا بأنها ستكون ممثلًا عادلًا لجميع الدول دون تمييز، خاصةً في ظل المتغيرات الدولية الراهنة التي تتسم بالاضطراب والتجاذبات السياسية.

وأشار الحفني إلى أن مصر دولة كبيرة تتحمل مسؤولياتها وتحترم التزاماتها الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، ولم تحِد يومًا عن هذا النهج، كما أن توليها هذا المنصب يبعث برسالةٍ واضحةٍ إلى المجتمع الدولي بأنها دولة قادرة على الإسهام في قيادة العمل الثقافي العالمي بروح العدالة والتعاون، كما سبق أن تولّت شخصيات مصرية مناصب دولية بارزة، من بينها رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة.

ولا شك أن الأهداف التي تنهض بها منظمة اليونسكو تتقاطع مع ما تعمل عليه مصر من جهودٍ لترسيخ أسس السلام، وحماية التراث الثقافي والطبيعي، ودعم التعليم وتنمية القدرات البشرية، وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة، إيمانًا بأن الثقافة والعلم هما الركيزة الأمتن لبناء مستقبلٍ أكثر سلامًا وإنسانية.

ولعل قيادة شخصية مصرية لمنظمة اليونسكو لمدة أربع سنوات، مع إمكانية الترشح لفترة ثانية، جاءت ثمرةَ إجماعٍ عربيٍّ واصطفافٍ خلف مرشحٍ واحدٍ، مدعومٍ بتأييدٍ أوروبيٍّ وأفريقيٍّ واسع، تجسيدًا للمكانة التي وصلت إليها مصر اليوم على الساحة الدولية، وإيمانًا بأهمية تصحيح الخلل التاريخي في تمثيل الأمة العربية داخل هذه المنظمة الأممية.

ويُثبِت كلُّ يومٍ أن مصرَ قد استعادت ريادتَها وفرضت حضورَها كقوةٍ فاعلةٍ ليس فقط في محيطها الإقليمي، بل على الساحة العالمية أيضًا، بما تملكه من صوتٍ سياسيٍ مسموع، ومصداقيةٍ راسخة، واحترامٍ لالتزاماتها ولقواعد القانون الدولي، ومساعٍ صادقةٍ لإحلال السلم وتحقيق التنمية المستدامة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة