مع بداية العام الدراسي، تواجه العديد من الطالبات المغتربات تجربة جديدة مليئة بالتحديات، خاصة عند الانتقال إلى محافظة أخرى للدراسة أو الإقامة في سكن جامعي بعيد عن الأسرة، هذه الخطوة، رغم أهميتها في تكوين الشخصية والاستقلالية، قد تترك الفتيات في مواجهة ضغوط نفسية واجتماعية مختلفة، بدءًا من صعوبات التكيف مع البيئة الجديدة وحتى التعامل مع زميلات من خلفيات متنوعة، ولذلك نستعرض مع خبيرة نفسية أهم النصائح التي تساعد الفتيات المغتربات على تجاوز تلك الضغوط والتعامل مع المواقف المختلفة بعقلانية واتزان.
ومن جهتها تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن نوع الضغوط التي تتعرض لها الطالبة المغتربة يختلف من حالة لأخرى، لكن الأهم هو أن تتعامل معها بعقلانية ووعي، بعيدًا عن الانفعال أو التسرع في اتخاذ القرارات، من خلال اتباع بعض الخطوات والتي منها ما يلي:
- ضرورة إدراك الطالبة بأن هناك دائمًا جهات مسؤولة داخل السكن الجامعي أو الجامعة، يمكن اللجوء إليها في حال مواجهة أي مشكلة، سواء كانت إدارية أو تتعلق بالعلاقات الإنسانية، للمساعدة على حل الأزمات بطريقة منظمة تمنع تصعيد الخلافات أو تحولها إلى مشكلات أكبر.
- الإدراك بأن المرحلة العمرية التي تمر بها الطالبة تجعلها أحيانًا أقل نضجًا في التعامل مع المواقف، وهو ما يستدعي وجود دعم نفسي وإرشادي من المختصين داخل أماكن الإقامة، حتى تتعلم كيفية التواصل السليم وحل الخلافات بطريقة بناءة دون اللجوء إلى المواجهة أو الانفعال.
-العلاقة بين الفتاة وزميلاتها في السكن أو الدراسة قد تشهد بعض الخلافات البسيطة، خاصة عند المشاركة في سكن خاص بعيد عن إشراف الجامعة، وهنا يكون الاختيار قائمًا على التفاهم والقيم المشتركة منذ البداية، لأن التشابه في الطباع والخلفيات الثقافية يسهل التواصل ويقلل فرص الصدام.
- اختيار شريكات السكن يجب أن يكون نابعًا من إحساس داخلي بالارتياح والتفاهم، وليس بناءً على المصادفة أو الظروف، لأن حسن الاختيار لا يقتصر على السكن الجامعي فقط، بل هو مهارة حياتية تمتد إلى كل جوانب الحياة، حتى في اختيار الصديقات أو شريك الحياة مستقبلًا.
-على الطالبة ضرورة وضع حدوداً واضحة لنفسها في التعامل، وأن تتذكر دائمًا أن الغربة فرصة لاكتساب الخبرة والنضج، وليست سببًا للضغط أو التوتر، إذا أحسنت إدارة علاقاتها والتعامل مع المواقف بعقلانية وثقة.
وأضافت أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن إعداد الفتاة لمواجهة الحياة الجامعية لا يجب أن يبدأ عند لحظة السفر فقط، بل هو نتاج عملية تنشئة طويلة تقوم على غرس القيم وضبط السلوك منذ الصغر، وتعتبر الأم هي المسؤولة عن تعليم ابنتها كيفية التعامل مع الآخرين بلباقة واحترام، مع الحفاظ على الاتزان النفسي والعقلي في المواقف المختلفة.