أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن الجهود المخلصة التي تبذلها دول المجلس أثمرت عن تحقيق إنجازات متميزة ونجاحات رائدة تعكس ما تتمتع به الدول من إرادة صادقة ورؤية استراتيجية طموحة تسعى إلى تعزيز ريادتها الإقليمية والعالمية.
جاء ذلك خلال كلمة البديوي في الاجتماع الـ29 للجنة وزراء البريد والاتصالات بدول مجلس التعاون الخليجي الذي تستضيفه دولة الكويت اليوم الأربعاء.
وشدد على أن جهود قادة دول المجلس تتواصل في تعزيز مسيرة العمل الاقتصادي والتنموي المشترك وصولا إلى أسمى درجات التكامل بين دول المجلس وتحقيقا لتطلعات مواطنيه وضمانا لتمكن العمل الخليجي المشترك من مواكبة متطلبات العصر ومستجداته الإقليمية والدولية بكفاءة واقتدار.
وأكد البديوي حرص لجنة وزراء البريد والاتصالات بدول مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسها على متابعة تنفيذ هذه التوجيهات السامية بكل عزم واهتمام بما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك ويدعم تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة كما عملت على مواكبة التطورات المتسارعة في مجالات البريد والاتصالات وتقنيات الفضاء.
وأشار إلى أن من أبرز الإنجازات التي حققتها دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الاتصالات الحيوي ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عالميا في معدل التغطية لشبكتي الهاتف المتحرك (3G) و(4G) والمركز الأول عالميا في مؤشرين هما استخدام الأفراد للهاتف المتحرك كما استضافت بنجاح مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي في دورته الـ28 المنعقدة في سبتمبر الماضي بمشاركة 192 دولة في إنجاز يعكس مكانتها الريادية في هذا المجال.
وقال إن المملكة العربية السعودية نالت المركز الأول عالميا في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2025 إلى جانب فوزها بعضوية مجلسي الإدارة والاستثمار في الاتحاد البريدي العالمي للفترة (2026–2029) وهو إنجاز يعكس حضورها الدولي الفاعل ودورها الريادي في تطوير قطاع البريد على المستويين الإقليمي والعالمي.
وذكر أن سلطنة عمان نالت المركز الأول عربيا في مؤشر التنمية البريدية لعام 2025 كما فازت بعضوية مجلس الاستثمار في الاتحاد البريدي العالمي للفترة (2026–2029)، مضيفا أنها ارتقت إلى المرتبة الـ22 عالميا في مؤشر البنية الأساسية للاتصالات محققة قفزة بمقدار 26 مرتبة خلال عامين كما حققت المرتبة الـ10 عالميا في مؤشر البيانات المفتوحة لعام 2024.
وأشار البديوي إلى أن دولة الكويت حققت المركز الرابع عالميا في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2025 وبلغت نسبة التغطية بشبكتي الجيل الخامس (5G) بنسبة 100% في إنجاز يؤكد التطور المستمر الذي يشهده قطاع الاتصالات والتقنية في الكويت ويمثل امتدادا لجهودها الرامية إلى بناء وتعزيز قطاع رقمي متطور يواكب التحولات العالمية.
وذكر أن مملكة البحرين جاءت في المرتبة الخامسة عالميا والثالثة عربيا في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024؛ مما يؤكد تطورها المتواصل في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف أن دولة قطر صُنفت ضمن الدول الأعلى أداء في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2025 بحصولها على درجة 98.4 من 100 مما يعكس تطورها المستمر في البنية التحتية الرقمية كما نالت جوائز دولية مرموقة من الاتحاد البريدي العالمي خلال مؤتمر دبي 2025 من بينها جائزة المستوى الذهبي في الأداء تقديرا لتفوقها في خدمات البريد السريع وجائزة رعاية العملاء نظير تميزها في خدمة المتعاملين.
من جهته، قال وزير الاتصالات الكويتي، عمر العمر، خلال كلمته في الاجتماع الـ29 للجنة وزراء البريد والاتصالات بدول مجلس التعاون الخليجي، إن تعزيز التعاون الخليجي وتبادل الخبرات وتبني أحدث التقنيات الرقمية والابتكار في النماذج التشغيلية يشكل الركيزة الأساسية لتحويل قطاعي الاتصالات والبريد الحيويين إلى منصة متكاملة للتميز تواكب التطورات العالمية من أجل خدمة المواطن وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وأشار وزير الاتصالات الكويتي إلى أن تحقيق مجلس التعاون الخليجي إنجازات رائدة في مجالي الاتصالات والبريد يفتح آفاقا طموحة لتطوير هذا القطاع بشكل استراتيجي مستدام ويعزز مكانته كمنصة جاذبة للاستثمار ورافد لتوظيف الكفاءات الوطنية ومصدر للابتكار وريادة الأعمال.
وقال العمر إن قطاعي الاتصالات والبريد يشهدان تحولات متسارعة ومستمرة تؤثر بشكل مباشر على كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتضع هذه التحولات دول الخليج أمام تحدٍ استراتيجي لمواكبة التطورات واستثمارها لتحقيق الرؤى الاقتصادية والتنموية الطموحة.
ونبه إلى أن توطين أحدث التقنيات ودمج الذكاء الاصطناعي والحلول المتقدمة والتقنيات الحديثة في هذا القطاع "لن يعزز قدراتنا فحسب بل سيضع المنطقة الخليجية في طليعة المنصات الرقمية العالمية".
وبين أن الاجتماع الـ29 للجنة وزراء البريد والاتصالات بدول مجلس التعاون الخليجي، اليوم، يزخر بالعديد من الموضوعات المهمة ويتضمن عددا من التوصيات المقدمة من اللجان الفنية المتخصصة في قطاع البريد والاتصالات.
وأشار إلى أن هذه التوصيات ستشكل خريطة طريق عملية لتطوير القطاع وستعزز التكامل الخليجي ورفع مستوى الخدمات الحكومية لتواكب تطلعات شعوب دول المجلس.