الأربعاء 8 اكتوبر 2025

ثقافة

"التراث بين الأمس واليوم".. ندوة بمعرض دمنهور للكتاب عن الهوية الثقافية

  • 8-10-2025 | 13:37

جانب من الفعاليات

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، استضاف معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، ندوة ثقافية بعنوان "التراث بين الأمس واليوم"، شارك فيها كل من الدكتورة عبير قاسم أستاذ الآثار اليونانية الرومانية، والدكتور إبراهيم مرجونة، والدكتورة مريم عزيز، والدكتور صلاح الصابر.

ناقشت الندوة مفهوم التراث وأبعاده المتعددة، ودوره في صياغة الهوية الثقافية والحضارية للمجتمع المصري والعربي.

 

استهلت الحديث الدكتورة عبير قاسم بتعريف التراث وماهيته، موضحةً أنه ليس مجرد ماضٍ جامد، بل هو امتداد حيّ لتاريخ الشعوب ووجدانها. وأشارت إلى أن مصر تملك رصيدًا ضخمًا من الموروثات التي ما زالت حاضرة في الحياة اليومية، بدءًا من كلمات ذات أصول فرعونية ما زالت متداولة، مرورًا بأكلات شعبية وعادات اجتماعية تعود جذورها إلى عصور سحيقة، وصولًا إلى المعتقدات والعادات المرتبطة بالمناسبات الدينية والاجتماعية.

وأضافت أن التراث يتنوع بين مادي ولا مادي، طبيعي وتاريخي، ديني وثقافي، مؤكدة أن الحفاظ عليه مسؤولية جماعية تمثل صونًا للهوية واستمرارية للتاريخ. وأوضحت أن كثيرًا من عناصر التراث تحيط بالإنسان دون أن يدرك جذورها، لأنها أصبحت جزءًا من حياته اليومية وذاكرته الجمعية.

 

أما الدكتور إبراهيم مرجونة، فتناول التراث الإسلامي بوصفه أحد أهم روافد الحضارة الإنسانية، مؤكدًا أنه ليس بقايا من الماضي، بل منظومة فكرية وروحية متكاملة تضم القيم والمعارف والعلوم التي أسهمت في تشكيل هوية الأمة الإسلامية عبر العصور.

وأوضح أن التراث الإسلامي يقوم على أسس قرآنية ونبوية، امتدت عبر اجتهادات العلماء والمفكرين الذين تفاعلوا مع واقعهم الحضاري، فأنشأوا علومًا وفنونًا لا تزال مؤثرة حتى اليوم.

وقسّم مرجونة التراث الإسلامي إلى ثلاثة أقسام رئيسية: ديني يشمل علوم القرآن والحديث والفقه، وفكري وعلمي يضم إنجازات المسلمين في الفلسفة والطب والفلك والرياضيات، وأدبي وفني تجلّى في الشعر والعمارة والزخرفة والخط العربي.

وأكد أن هذا التراث كان جسرًا حضاريًا نقل المعرفة إلى الغرب وأسهم في نهضة أوروبا، كما أنه ما زال يحمل مقومات الإبداع والتجديد، إذا أُعيدت قراءته بعيدًا عن التطرف والجمود والانبهار بالغرب.

 

وأشار مرجونة كذلك إلى التحديات التي تواجه التراث الإسلامي اليوم، من اندثارٍ للمخطوطات والآثار، إلى قراءات استشراقية مجتزأة، فضلًا عن خطر التغريب والتطرف، داعيًا إلى تبني رؤية معاصرة تحفظ التراث وتفعّله في الحاضر. كما استعرض جهود المؤسسات العربية والعالمية في حماية التراث، مثل الأزهر الشريف، ودار الكتب المصرية، ومعهد المخطوطات العربية، وبرامج اليونسكو الخاصة بالموروث الثقافي غير المادي.

 

وفي ختام الندوة، تناول الدكتور صلاح الصابر، مفتش الآثار بالبحيرة، استراتيجية الحفاظ على التراث من خلال حماية المواقع الأثرية، وتوثيق اللُقى والمقتنيات، ونشر الوعي بأهمية التراث بوصفه جزءًا من الأمن الثقافي للمجتمع.

الاكثر قراءة