الجمعة 28 يونيو 2024

طهران المنتهكة لسيادة الدول ترفض التجاوز.. ومراقبون: إيران لن تتوقف عن دعم الجماعات الشيعية.. وإدانتها للتدخلات تغطية على سياسة القمع والبطش.. وثورة الغضب إنذار خطير

تحقيقات6-1-2018 | 13:59

أبو النور: إيران تحاول خداع الثوار

عبدالمنعم: العقيدة الإيرانية سر استمرار دعم الجماعات المتطرفة في دول الجوار

 

واجهت إيران خلال السنوات الماضية تهمًا عدة نتيجة تدخلها في شئون بعض دول الجوار من أجل أهداف تسعى لتحقيقها بمنطقة الشرق الأوسط من خلال اقتناص الفرص وزعزعة الأوضاع في بعض دول المنطقة.

وبحسب مراقبون للوضع الإيراني والجماعات الإرهابية والجهادية، فإن طهران من أوائل الدول المتهمة في الأحداث المتصارعة في المنطقة وجزء من المؤامرة التي استهدفت عواصم عربية كبرى، وعرفت الأحداث والمظاهرات فيها باسم «الربيع العربي»، وما زالت إيران تدعم وتساند مليشيات معروفة ساهمت في إسقاط أنظمة شرعية ومعترف بها دوليًا وحققت الفوضى المبتغاة بالدعم المالي والعسكري.  

المراقبون، يؤكدون أن دول المنطقة عانت طويلًا من التدخلات الإيرانية منذ إقامة الدولة الإسلامية، لافتين إلى أن الأحداث خلال السنوات السبع الأخيرة مهدت لإيران وزادت من نفوذها في دول المنطقة عن طريق دعم الجماعات المسلحة التابعة لها عقائديًا ودينيًا عن الجماعات المأجورة.


عقيدة إيران وثورة الغضب

محمد محسن أبو النور، الباحث في الشأن الإيراني والدولي، قال لـ«الهلال اليوم» إن دول المنطقة عانت طويلاً من المؤامرات والمخططات الإيرانية الهدامة، فضلا عن تدخلاتها الواضحة في شئون الدول وانتهاكها لسيادتها، مؤكدًا أن اعتراف طهران بمطالب الثوار الإيرانيين هو التفاف على الثورة الغاضبة بسبب تردي الأوضاع المعيشية، من أجل إخمادها واعتقال بعض رموزها، مشددًا على أن إيران لن تتوقف عن التدخلات الخارجية مهما كلفها الأمر لأنها تتعامل بعقيدة معينة لا يمكنها التراجع عنها.

وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن الدولة الإسلامية تمتلك 450 ألف جندي تحت مظلة الحرس الثوري الإيراني، تستخدمهم في التدخلات في شئون الدول العربية ودعم الميلشيات الشيعية في كل من لبنان واليمن، مؤكدًا أن الدولة الفارسية لا تحترم شعبها ولا تؤمن بالتعددية واحترام الآخر.

ولفت إلى أن شكوى إيران الآن من التدخلات في شئونها الداخلية والتي تعتبرها جريمة وانتهاكًا للمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، بعد الأحداث المتصارعة التي تشهدها عواصمها منذ أكثر من أسبوع تقريبًا، يأتي تبريرًا لأعمال قمع المظاهرات والبطش بالمحتجين فضلا عن عمليات الاعتقال الواسعة التي تجريها قوات الحرس الثوري في العواصم والمدن الغاضبة.

وأضاف "أبو النور"  أن هناك أدلة قطعية على تورط إيران في الأحداث الجارية في المنطقة العربية، تستدعي تقديمها للجنائية الدولية ومحاكمتها على جرائمها في العراق وسوريا ودعم حزب الله الشيعي في لبنان والحوثيين في اليمن، مشيرًا إلى أن إيران الآن تشرب من نفس الكأس وثار عليها شعبها رافضًا سياسة التدخل في شئون الدول الأخرى، وارتفعت شعارات لأول مرة تطالب حسن روحاني بالتوقف عن التدخل في شئون الدول الأخرى والاهتمام بتحسين الأوضاع المعيشية للإيرانيين.

 

دعم الجماعات الشيعية رغم توسع رقعة الغضب

أما عمرو عبدالمنعم، الباحث في شئون التنظيمات الجهادية والحركات الإسلامية، أكد أن طهران لن تتوقف عن دعم الجماعات الشيعية المسلحة والتنظيمات الإرهابية، مهما كلفها الأمر،  لأنها تتعامل من خلال أيديولوجية معينة قائمة على نظام عقائدي بحت منذ تأسيس الدولة الإسلامية، مشددًا على أن إيران تبحث عن تواجد إقليمي لها مستغلة جميع الأحداث الماضية التي عصفت بالوطن العربي.

وأضاف الباحث في شئون الحركات الجهادية لـ«الهلال اليوم» أن طهران لن تخفض ميزانيتها المخصصة لدعم حزب الله اللبناني ولا جماعة الحوثي في اليمن من أجل تحقيق مبتغاها القائم على أساس عقائدي وعرقي، مؤكدًا أن الدولة الفارسية ستستخدم كل وسائل القمع لإخماد ثورة الغضب التي تتسع في أغلب المدن الإيرانية وانضم إليها طبقة كبيرة من المثقفين وأصحاب الرأي.

وأوضح "عبدالمنعم" أن الانتفاضة على الدولة الإسلامية إنذار خطير ورسالة مهمة من الشعوب لحكامها الغارقين في التدخلات الخارجية متناسين الأوضاع المحلية والارتقاء بشعوبهم رغم ذلك إن طهران لن تمثل لرغبة الغاضبين.

وأشار إلى أن إيران لديها حلم عقائدي تريد تحقيقه في المنطقة ولن تتراجع عنه، وستحاول الالتفاف على مطالب الغاضبين في الميادين إلا أن أنهم يدركون ما يجول في عقول القادة السياسيين في طهران لأنهم تعاملوا معهم منذ إقامة دولتهم على حساب إسقاط شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1979، ولم تحقق مطالبهم خاصة خلال الثورة الخضراء في 2009 في ظل اتهامات صريحة بتزوير نتائج الانتخابات التي حسمت لصالح الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد.

 

إيران تشكو من التدخلات الخارجية

وكان المندوب الإيراني في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو، قال في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن "الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأميركي زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران، بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة".

وتأتي "شكوى إيران" من التدخلات الخارجية، في الوقت الذي تتدخل هي في شؤون دول مثل اليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان، بل وتتباهي بسيطرتها على عواصم عربية.

فيما طالبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، عقد اجتماعين طارئين لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، لبحث التطورات في إيران والحرية التي يطالب بها الشعب الإيراني، مع زيادة وتيرة الأحداث في العواصم الإيرانية.

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأربعاء الماضي، عن أسفه لخسارة أرواح في إيران، داعيا إلى "تجنب المزيد من أعمال العنف".

كما اتهمت إيران، الحكومة الكندية، الأحد الماضي، بـ"التدخل في شؤونها الداخلية، وانتهاك الالتزامات الدولية دون أي مبررات قانونية".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن "كندا اتخذت موقفاً متطفلاً في بيانها المناهض لإيران".

وأضاف قاسمي "أن كندا تشجع المواطنين الإيرانيين على ممارسة حقوقهم الأساسية بالتظاهر سلميا".