في كل عيد، ومع أول نغمة من أغنية «أهلاً بالعيد»، تعود إلينا ذكريات الطفولة المليئة بالفرح والبساطة، ويعود معها صوت الفنانة صفاء أبو السعود، التي أصبحت بمرور السنوات رمزا للعيد والبهجة في الوجدان المصري والعربي، واليوم، تحتفل النجمة الكبيرة بعيد ميلادها الـ 75 ، وسط حب وتقدير من جمهورها الذي لا يزال يحتفظ بمكانتها في ذاكرته كأيقونة للفرحة والفن الأصيل.
من المنصورة إلى قلوب الملايين
ولدت صفاء أبو السعود في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وكان والدها ضابط شرطة، فتعلمت منه الانضباط والدقة، وهي الصفات التي ظهرت في شخصيتها وأعمالها الفنية لاحقا.
منذ طفولتها، كانت تحلم بأن تصبح طبيبة، لكنها امتلكت موهبة التمثيل والغناء معًا، وبدأت مسيرتها وهي في السابعة من عمرها من خلال برنامج «بابا شارو»، قبل أن تنتقل إلى القاهرة، حيث لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في اكتشاف موهبتها وصقلها.
التحقت صفاء بالمعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار"، ثم حصلت على دبلوم الإخراج من المعهد العالي للسينما، لتجمع بين العلم والموهبة، بدعم كبير من والدها الذي آمن بقدرتها على النجاح.
أيقونة العيد ورفيقة الطفولة
قدمت صفاء أبو السعود مجموعة من الأغاني التي أصبحت جزءًا من ذاكرة الأعياد في كل بيت مصري، أبرزها: أهلاً بالعيد – الأغنية الرسمية التي لا يغيب صداها كل عام، صحابي وصحباتي، في الكتب قرينا، أتوبيسنا، مع إنه خشب
رغم مرور أكثر من 40 عاما على تقديمها، لا تزال هذه الأغاني تُبث في المناسبات، ليظل صوت صفاء حاضرًا في كل لحظة فرح، بابتسامتها وصوتها الذي يملأ البيوت دفئًا وسعادة.
تكريم يليق بالمكانة
في العام الماضي، تم تكريم صفاء أبو السعود في احتفالية اليوم العالمي للمرأة بحضور السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، بعد أدائها لأغنية «بنتي يا بنوتة» ضمن احتفال "المرأة المصرية أيقونة النجاح"، تقديرًا لمسيرتها الطويلة ودورها الفني والإنساني المميز.
مشوار فني حافل
قدمت صفاء خلال مسيرتها 29 فيلمًا سينمائيًا، من أبرزها البنات والحب، الرغبة والثمن، احترس من المجانين، كما شاركت في 10 مسلسلات منها غوايش، ملكة في الجنوب، النهر والتماسيح، إلى جانب 3 مسرحيات ناجحة شاركت فيها كبار النجوم.
من الفن إلى الإعلام
في الثمانينيات، تزوجت صفاء أبو السعود من رجل الأعمال السعودي الراحل الشيخ صالح كامل، مؤسس شبكة ART، وبعد زواجها قررت التفرغ للعمل الإعلامي، وقدمت مجموعة من البرامج الشهيرة التي لاقت نجاحًا كبيرًا مثل: سهراية، أوراق سينمائية، ساعة صفا.
واستطاعت من خلالها أن تجمع بين البساطة والعمق في الحوار، وأن تحافظ على علاقتها الراقية بجمهورها العربي.