الجمعة 10 اكتوبر 2025

عرب وعالم

السفير العكلوك: مصر تصدت لضغوط التهجير وحمت القضية الفلسطينية

  • 10-10-2025 | 09:22

السفير مهند العكلوك

طباعة
  • أ ش أ

أكد السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن الشعب الفلسطيني يثمّن عالياً الدور التاريخي لجمهورية مصر العربية التي احتضنت على أرضها جهود الوساطة للوصول لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وأسهمت بثباتها وبسالتها في منع تهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته، مشدداً على أن مصر اعتبرت القضية الفلسطينية جزءاً أساسياً من أمنها القومي.


وقال العكلوك- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن القيادة الفلسطينية رحبت بجهود الوساطة المصرية والقطرية المخلصة، إلى جانب الجهود الأمريكية والدولية التي استهدفت حقن دماء الشعب الفلسطيني، موضحاً أن هذه الجهود أسفرت عن التوصل إلى اتفاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار على أرض مصر.


وأضاف أن الشعب الفلسطيني البطل يتنفس اليوم الصعداء، وخاصة أهلنا في قطاع غزة، بعد 733 يوماً متواصلة من جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بهدف القضاء عليه وتصفية قضيته، مشيراً إلى أن هذه الجريمة حصدت أكثر من ربع مليون ضحية بين شهيد وجريح ومفقود، فضلاً عن مئات آلاف المعذبين والمجوعين والمرضى والمشردين، بعدما دمرت إسرائيل ما نسبته 80% من مظاهر الحياة في قطاع غزة.


وأشار إلى أن الأهداف الإسرائيلية تتحطم اليوم على صخرة بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، فرغم كل الجرائم والإرهاب الإسرائيلي غير المسبوق في التاريخ، ورغم محاولات التهجير القسري، ظل الشعب الفلسطيني ثابتاً على أرضه، لأن جذوره ضاربة في عمق فلسطين.


وشدد على أن الحياة ستبدأ بالعودة إلى قطاع غزة على نحو سيذهل العالم، قائلاً: "نحن نثق بأن شعبنا سيعيد تعزيز صموده ووجوده وحضارته الممتدة لآلاف السنين على أرضه". وأضاف: "ها هي مدينة غزة، المأهولة منذ أكثر من 5800 سنة متواصلة، بقيت صامدة رغم الدمار الهائل الذي ألحقته بها إسرائيل، الدولة الحديثة ضحلة الجذور. وغداً سنعيد إنتاج ما قاله محمود درويش: نيرون مات ولم تمت روما، ولم تمت غزة، بعينيها تقاتل، وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل".


ودعا العكلوك إلى تنفيذ قرارات القمم العربية التي أكدت دعم وتمكين حكومة دولة فلسطين من تولي جميع مسؤولياتها في قطاع غزة، بدعم عربي ودولي، في إطار الوحدة السياسية والجغرافية للأرض الفلسطينية على حدود عام 1967 وسيادة دولة فلسطين عليها. كما دعا إلى تمكين الحكومة الفلسطينية من العودة إلى غزة لبدء خطة الإغاثة والتعافي المبكر، والشروع في إعادة إعمار القطاع بأسرع وقت ممكن، مشيداً مجدداً بدور مصر في الدعوة لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة بالتنسيق مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، وحاثاً المانحين الدوليين على المشاركة الفاعلة في المؤتمر.


وطالب أيضاً بتنفيذ إعلان مؤتمر حل الدولتين رفيع المستوى الذي عقد في نيويورك الشهر الماضي برئاسة سعودية–فرنسية ومشاركة دولية واسعة، مؤكداً ضرورة أن يواصل الرئيس ترامب، الذي ساهم بجهد مقدّر في وقف العدوان الإسرائيلي، ومعه كل الشركاء الدوليين، العمل على إرساء السلام العادل والمستدام، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.


وشدد على أن تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة في تقرير مصيره والعودة، يجب أن يكون وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، وصولاً إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.


وختم السفير العكلوك تصريحه بالتأكيد أن الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر الجرائم التي ارتكبت بحقه، وفي مقدمتها جريمة الإبادة الجماعية، مضيفاً أن الفلسطينيين سيلاحقون ويحاسبون المجرمين الإسرائيليين، وسيسعون إلى ترجمة الزخم العالمي المناصر لحقوقهم إلى واقع سياسي ملموس يتمثل في تجسيد استقلال دولتهم، مع تعهده بتخليد ذكرى مئات الآلاف من ضحايا الإبادة الذين قتلتهم وجوّعتهم وعذّبتهم إسرائيل، من خلال إطلاق توصيف قانوني واضح لهذه الجريمة وتجريم إنكارها.

 

الاكثر قراءة