السبت 11 اكتوبر 2025

سيدتي

اليوم العالمي للصحة النفسية.. كيف تساعدين طفلك على التعبير عن مشاعره بثقة وبدون خوف؟|خاص

  • 10-10-2025 | 10:55

اليوم العالمي للصحة النفسية

طباعة
  • فاطمة الحسيني

نحتفل في 10 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية، والذي يهدف إلى رفع الوعي بأهمية الاهتمام بالنفس والعقل، والتأكيد على أن الصحة النفسية لا تقل شأنًا عن الصحة الجسدية، كما يمثل دعوة مفتوحة للأسر والمجتمعات للاهتمام بالجانب النفسي لكل فرد، خاصة الأطفال، الذين يشكلون الأساس لمستقبل أكثر توازنًا ووعيًا، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع أستاذ علم نفس، كيف تساعد الأم صغيرها على التعبير عن مشاعره بثقة ودون خوف.

ومن جهتها قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف، أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لـ"بوابة دار الهلال"، أن تعليم الطفل التحدث عن مشاعره يعد مهارة أساسية لا تقل أهمية عن تعليمه القراءة أو الكتابة، لأنها تساعده على تكوين علاقات صحية، وفهم ذاته والتعامل مع ضغوط الحياة بشكل سليم، ويتم ذلك من خلال اتباع الأم العديد من الخطوات النفسية، والتي من أهمها ما يلي:

-أول خطوة لتعليم الطفل التعبير عن مشاعره هي بناء ثقته بنفسه، فالطفل الواثق من نفسه لا يخشى التحدث عما يشعر به، ولا يخفي مشاعره خوفًا من الرفض أو السخرية، وهنا يأتي دور الأم في أن تكون قدوة حسنة له، فحين تعبر عن مشاعرها أمامه سواء كانت إيجابية أو سلبية، يتعلم أن التعبير عن الأحاسيس التي يمر بها أمر طبيعي وصحي.

-يمكن للأم استخدام لغة المشاعر في حديثها مثل: أنا سعيدة، أنا حزينة، أنا متوترة، مع شرح سبب الإحساس، ليتعلم الطفل أن يسمي مشاعره ويفهمها.

-من المهم توفير بيئة آمنة للطفل، تجعله يشعر بالراحة عند الحديث، ويحدث ذلك من خلال الاستماع إليه بانتباه كامل دون مقاطعته أو الحكم عليه، مع إظهار التعاطف والتفهم لما يقوله، وعدم التقليل من شأن مشاعر الطفل أو السخرية منها، لأن ذلك يدفعه إلى كتمان ما يشعر به.

-لابد من تعليم الطفل أسماء المشاعر ومساعدته على التمييز بينها من خلال القصص المصورة أو الألعاب التفاعلية، مثل لعبة الانفعالات، حيث تمثل الأم تعبيرات وجه مختلفة، ويخمن الصغير نوع الشعور، أو لعبة البطاقات، والتي تحتوي على كلمات تعبر عن مشاعر متنوعة مثل "فرح"، "حزن"، "خوف"، ويطلب من الابن وصف المواقف التي يشعر فيها بكل منها، وكذلك لعبة وصف المشاعر، حيث يتم عرض صور تعكس انفعالات مختلفة، ويطلب من الطفل اختيار الصورة التي تعبر عن حالته النفسية حاليًا، مع مناقشة الأسباب وراء ذلك، ولعبة الشخصيات، حيث يقلد الولد شخصية معينة ويتحدث عن مشاعره من خلال هذا الدور، ما يساعده على التحرر من الخوف والتعبير بصدق، ولعبة قراءة القصة، وخلالها يشجع الطفل على تحليل مشاعر الشخصيات والتنبؤ بما يشعرون به ولماذا.

-يجب استخدام لغة الجسد الإيجابية أثناء الحديث مع الطفل، مثل النظر في عينيه، والإيماءات المشجعة، والابتسامة التي تعكس القبول والدعم، فكل ذلك يمنحه الإحساس بالأمان.

-تشجيع الطفل على حل المشكلات بنفسه، عبر مناقشة المواقف التي تضايقه في المدرسة أو مع أصدقائه، ومساعدته في التفكير بحلول واقعية واتخاذ القرار المناسب، مما يعزز شعوره بالاستقلال والثقة.

- عدم ربط المشاعر بالأخلاق، فالمشاعر ليست ضعفًا ولا عيبًا، ويجب أن يفهم الطفل أن الغضب أو الحزن أو البكاء كلها أحاسيس طبيعية، وأن التعبير عنها جزء من الصحة النفسية السليمة، فتعليم الصغير التحدث عن مشاعره هو الخطوة الأولى نحو بناء جيل أكثر وعيًا واتزانًا نفسيًا.

الاكثر قراءة