أكد رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بمحافظة شمال سيناء الدكتور خالد زايد، أن جهود مصر الإنسانية تجاه قطاع غزة لم تتوقف منذ اندلاع الأزمة، مشيرًا إلى أن فرق الهلال الأحمر تعمل منذ أكثر من 700 يوم عمل متواصل منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم لإيصال المساعدات الإغاثية إلى القطاع.
وأوضح زايد - في تصريحات خاصة لـ«راديو النيل» اليوم /الجمعة/ - أن حجم المساعدات المصرية التي وصلت إلى قطاع غزة قارب المليون طن من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية، بفضل الجهد الوطني المتكامل بين أجهزة الدولة كافة، مؤكدًا أن ما يجري يمثل ملحمة وطنية حقيقية يشارك فيها آلاف العاملين والمتطوعين.
وأضاف: «أوجّه تحية تقدير لكل من يعمل ليلًا ونهارًا خلف الكواليس، من متطوعي الهلال الأحمر، ورجال الشرطة والجيش والإسعاف والإدارات المحلية والأجهزة الأمنية والوزارات المعنية، فهؤلاء هم الجنود المجهولون وراء كل شاحنة تعبر معبر رفح».
وكشف رئيس فرع الهلال الأحمر بشمال سيناء أن متطوعي الجمعية قضوا أكثر من 700 ألف ساعة عمل متواصلة في سبيل إيصال المساعدات، لافتًا إلى أن معظم المتطوعين من الفتيات اللاتي يعملن أكثر من 12 ساعة يوميًا، في مشهد أثار إعجاب المسئولين الدوليين.
وأشار إلى أن آخر الزيارات الرسمية لمعبر رفح كانت من قبل وزير الخارجية الهولندي ووزير التعاون الدولي النرويجي، اللذين أشادا بحجم العمل والإتقان الذي يشهده المعبر، وقال زايد إن الوزير النرويجي علّق لاحقًا في منشور رسمي بأن بلاده «لو واجهت أزمة مماثلة، لما استطاعت أن تعمل بنفس الجودة والتفاني الذي رآه في عيون الشباب والفتيات المصريين».
ونوه بأن الخبر الخاص ببدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصل بينما كان وفد الهلال الأحمر برفقة الوزير النرويجي أمام معبر رفح، مؤكدًا أن سعادة المتطوعين كانت بالغة رغم إدراكهم أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة.
ولفت زايد إلى أن إدارة الأزمة في مصر بدأت منذ الأيام الأولى بتوجيه من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبر تشكيل لجنة مركزية في القاهرة لإدارة الملف، تتفرع عنها إدارات ميدانية، من بينها الهلال الأحمر المصري الذي يعد المنظومة الرئيسية في العمل الإنساني والإغاثي.
وأكد أن الهلال الأحمر المصري يعمل وفق خطط دقيقة ومدروسة تشمل كل الاحتمالات، موضحًا أنه «بمجرد إعلان وقف إطلاق النار، تكون نحو 500 شاحنة جاهزة للتحرك، إلى جانب فرق الدعم النفسي والطبي والإسعاف، ومراكز الإيواء والاستشفاء المجهزة لاستقبال المصابين والمرضى».
واختتم الدكتور خالد تصريحاته قائلًا: "الهلال الأحمر المصري منظومة متكاملة تعمل بتنسيق كامل مع مؤسسات الدولة، وفق خطط تُدار باحترافية عالية، لتثبت في كل مرة أن مصر ستظل قلب الأمة النابض وصاحبة الدور الأصيل في تحقيق السلام وإغاثة المحتاجين، هذه هي مصر التي تعمل بصمتٍ وإخلاص".