يعد الشاعر عبد الكريم الكرمي، الملقب بـ«أبي سلمى»، أحد أبرز الأصوات الشعرية التي عبرت عن الوجدان الفلسطيني والعربي في القرن العشرين، هو شاعر المقاومة والحنين، الذي حمل قضيته في قلبه وقلمه حتى آخر لحظة من حياته.
وُلد الكرمي عام 1909 في مدينة طولكرم بفلسطين، في أسرة عُرفت بالعلم والأدب، والده العالم سعيد الكرمي، وأشقائه من أعلام الأدب والسياسة والفكر.
بدأ حياته معلمًا ثم محاميًا ومدافعًا عن المناضلين الفلسطينيين، قبل أن يفصله الاحتلال البريطاني بسبب قصيدته الشهيرة «يا فلسطين» التي هاجم فيها سياساتهم الاستعمارية.
انتقل بعدها إلى العمل الإذاعي في القدس، ثم إلى دمشق حيث واصل نضاله بالكلمة والموقف، وشارك في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وكان عضوًا في مجلسها الوطني ورئيسًا للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
امتزج في شعره الحنين بالوطن، والحب بالثورة، فكانت دواوينه مثل «المشرد» و«من فلسطين ريشتي» و«أغنيات بلادي» صرخات شعرية خالدة حملت هم الأرض والإنسان.
نال عدة تكريمات من أبرزها جائزة «لوتس الدولية للأدب» و«وسام الثورة الفلسطينية» تقديرًا لعطائه وإخلاصه لقضيته.
توفي عبد الكريم الكرمي في 11 أكتوبر 1980 بعد رحلة حافلة بالنضال والعطاء، ودُفن في دمشق في جنازة رسمية وشعبية كبيرة، لكنه بقي في الذاكرة العربية رمزًا للشعر المقاوم، وزيتونة خضراء تثمر في وجدان كل من آمن بفلسطين.