ربط كثير من القساوسة ورجال الدين بين شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في التعامل مع الإخوة المسيحيين من توفير كل السبل لهم وإزاحة الأزمات التي تواجههم، فضلًا عن تقديم الدولة الدعم اللازم لهم ولدور العبادة وتحقيق العدل والمساواة ونبذ الطائفية، مؤكدين أن الإعلان عن افتتاح السيسي لكنيسة العاصمة الإدارية الجديدة، اليوم، يعيد إلى الأذهان افتتاح عبد الناصر لكاتدرائية مارمرقس عام 1968، بما يبرز دور الرئيس السيسي في دعم ومساندة الأشقاء في الوطن وتأكيد اللحمة الوطنية.
«ميلاد المسيح» تحتضن قداس عيد الميلاد المجيد
وحسب مصادر كنسية، فإن السيسي سيفتتح كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تشهد، مساء اليوم، قداس عيد الميلاد المجيد.
وكان البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قال -في رسالة تليفزيونية مسجلة له بمنسابة عيد الميلاد- إن الأعياد بداية جديدة يتم الاحتفال بها كل عام، ليتذكر الجميع عندما خلق الله آدم وحواء، حينما كانا يتمتعان بالحياة مع الله، ولكن عندما دخلت الخطيئة إلى حياتهما تفككت العلاقة القوية التي تربطهما بالله، وصار آدم وحواء خائفين، وطردا من أمام الله، وعاش الإنسان وتكاثر في الأرض حسب الوصية، وامتدت الشعوب والأجناس في الأرض.
وأعرب البابا عن سعادته، لافتتاح كنيسة جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن العاصمة مشروع ضخم يضاهي في مساحته مساحة دولة مثل سنغافورة، لافتًا إلى أن السيسي أعلن في 2017 بدء إنشاء أكبر كنيسة وأكبر مسجد في العاصمة الإدارية، موضحًا أنه سيتم افتتاح المرحلة الأولى من الكاتدرائية التي تم تسميتها "كاتدرائية ميلاد المسيح"، في هذا العيد مع الرئيس السيسي والأحباء في القوات المسلحة والهيئة الهندسية التي تبنت هذا المشروع.
عبد الناصر واحتضان الأقباط
وفي ربط مشهود لرجال الدين المسيحي بمواقف الرئيس السيسي، أكدوا أن الأيام الحالية تعيد لنا لحمة ووطنية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي وضع حجر الأساس لإنشاء الكنيسة الكاتدرائية المرقسية «مارمرقس» في 24 يوليو عام 1965 في مشهد وطني قوي عقب ثورة 23 يوليو عام 1952.
وخلال وضع حجر الأساس، التقى عبد الناصر قداسة البابا كيرلس السادس ورجال الكنيسة في مصر وإثيوبيا، وحضر الاحتفالية رئيس ديوان رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الأمة ورئيس الوزراء وكبار رجال الدولة آنذاك.
وألقى الأب أنطونيوس كلمة نيابة عن البابا كيرلس، شكر فيها الرئيس جمال عبد الناصر لمساندته قضايا الأقباط وسعيه للحفاظ على اللحمة الوطنية، فضلًا عن مساهمة الدولة في بناء الكاتدرائية الجديدة، قائلًا إن التعاون بين المسلمين والمسيحيين لم يتوقف يومًا عند حد معين، فإن الهلال يعانق الصليب دائمًا في مصرية واحدة وقوية.
أما الرئيس جمال عبد الناصر فتحدث، في كلمته، عن الثورة والدين، قائلًا إن الثورة قامت على المحبة ولم تقُم على الكراهية والتعصب، والثورة دعت للمساواة التي نادت بها الأديان السماوية، متابعًا: "إننا نفخر بأن بلدنا ليس به طائفية أو تعصب أو فساد".
وبعدها بثلاث سنوات، افتتح الرئيس جمال عبد الناصر الكاتدرائية الجديدة عام 1968التي وضع حجر أساسها في عام 1965 -وهي الموجودة الآن بحي العباسية- بحضور البابا كيرلس السادس والإمبراطور هيلا سلاسي، إمبراطور إثيوبيا.
وكان وقتها بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية هو الأنبا كيرلس السادس الذي انتخب بعده البابا شنودة الثالث، وكاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية هي مقر بابا الإسكندرية في القاهرة.
الرئيسان السيسي وناصر.. ملحمة وطنية
ومن جانبه، أكد القمص سيرجيوس وكيل عام البطريركية الأرثوذكسية، إن التاريخ يعيد نفسه من جديد بشأن الاحتفال بعيد الميلاد، لافتًا إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عام 1968 افتتح كاتدرائية مارمرقس، واليوم سيفتتح الرئيس السيسي مع البابا تواضروس الثاني بابا البطريرك والكرازة المرقسية، أكبر كاتدرائية على مستوى الشرق الأوسط.
وأضاف القمص، خلال مداخلة هاتفية له على فضائية "أون لايف"، أن كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة تعتبر فخرًا لمصر وأنها على مساحة كبيرة جدًّا، مشيرًا إلى أن السيسي وضع البذرة لبناء أكبر كاتدرائية ومسجد في الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأنه أول المتبرعين لبنائهما، متابعًا: "العالم كله النهارده هيشوف إن مصر كلها وحدة وطنية وعلى قلب رجل واحد هو الرئيس عبد الفتاح السيسي".
واستطرد وكيل عام البطريركية الأرثوذكسية: العاملون بالكاتدرائية من جميع أطياف الشعب المصري، مسلمون وأقباط ومهندسون من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اجتهدوا لتحقيق إنجاز غير عادي، وهذا عهدنا بالرئيس السيسي، مشيدًا بمستوى الاستنفار الأمني بجميع الكنائس على مستوى الجمهورية لتأمين احتفالات أعياد الميلاد.