الأحد 12 اكتوبر 2025

تحقيقات

بوادر صراع جديد.. نيران على الحدود الباكستانية الأفغانية

  • 12-10-2025 | 10:52

أفغانستان-باكستان

طباعة
  • محمود غانم

تلوح في الأفق بوادر صراع جديد في جنوبي آسيا، تلك المنطقة المتوترة جيوسياسيًا بطبيعتها، وذلك عقب اشتباكات عنيفة شهدتها الساعات الماضية على الحدود الباكستانية الأفغانية، حيث تتهم إسلام آباد كابول بدعم جماعات مسلحة، بينما تنفي الأخيرة هذه الاتهامات.

كواليس الأزمة

بدأت الأزمة الخميس الماضي، حين نفذ سلاح الجو الباكستاني غارة جوية على منطقة مارجا في ولاية باكتيا، جنوب كابول والحدودية مع باكستان، حيث سُمع دوي انفجارات.

وتتهم باكستان أفغانستان بإيواء جماعات مسلحة على أراضيها، ولا سيما حركة طالبان الباكستانية، التي تواصل استهداف المدنيين والقوات الباكستانية على السواء، حيث أسفرت هجماتها منذ مطلع العام عن مقتل أكثر من 500 شخص، بينهم 311 جنديًا و73 شرطيًا، حسب بيانات الجيش الباكستاني.

وقال مسؤول أمني باكستاني لوكالة "رويترز"، إن الغارة الجوية التي نُفذت في العاصمة الأفغانية كابول استهدفت سيارة كان يستخدمها زعيم حركة طالبان باكستان نور ولي محسود، فيما لم تتوافر بعد أي تأكيدات حول مصيره، وما إذا كان قد نجا من الهجوم.

وفي تعليقها على الهجوم الباكستاني، أكدت أفغانستان، حيث تسيطر جماعة طالبان على الحكم، أن باكستان انتهكت سيادة البلاد، معتبرة ذلك عملًا مشينًا وعنيفًا وغير مسبوق في تاريخ البلدين المتجاورين، ومحذرة من أنه "في حال تدهور الوضع جراء هذه التصرفات سيتحمل الجيش الباكستاني التبعات".

اشتباكات بين البلدين

وفي سياق الرد، قامت القوات الأفغانية بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الباكستانية المتمركزة على طول خط دوراند الحدودي الفاصل بين البلدين، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأفغانية، التي بررت ذلك بالرد على الانتهاكات المتكررة لسيادة البلاد.

وأعلنت الوزارة، التي تمثل حكومة طالبان، أن "العملية انتهت عند منتصف الليل"، مؤكدة أن "قواتنا المسلحة مستعدة للدفاع عن الحدود". وأضافت أن أي انتهاك جديد لسيادة البلاد من الجانب الباكستاني سيُواجَه بـ"رد حاسم".

وبحسب إعلام باكستاني، فإن جيش البلاد قابل ذلك برد قوي أودى بحياة العشرات من الجنود الأفغان والمسلحين، ودمر العديد من المواقع العسكرية الأفغانية.

وفي التفاصيل، هاجمت القوات الأفغانية عدة مواقع، من بينها أنجور أدا، وباجور، وكورام، ودير، وتشيترال الباكستانية، وبارامشا في بلوشستان، حسب مصادر باكستانية.

وأكدت المصادر ذاتها أن القوات الأفغانية اضطرت إلى الانسحاب من عدة مواقع إثر الهجوم الباكستاني، الذي وصفوه بـ"الحاسم".

كما ذكرت مصادر أخرى أن الجيش الباكستاني استخدم المدفعية والدبابات والأسلحة الخفيفة والثقيلة في الرد، إلى جانب الطائرات المسيّرة خلال العمليات.

وفي المقابل، قال إعلام أفغاني إن بعض المواقع الحدودية الباكستانية سقطت بيد القوات الأفغانية، متحدثًا عن مقتل 12 جنديًا باكستانيًا خلال الاشتباكات.

قلق دولي

وفي إطار ذلك، دعت السعودية الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد وتغليب لغة الحوار والحكمة، بما يسهم في خفض حدة التوتر والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وشددت المملكة على دعمها لجميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار، وحرصها الدائم على استتباب الأمن بما يحقق الازدهار للشعبين الباكستاني والأفغاني الشقيقين.

كما دعت قطر البلدين إلى تغليب لغة الحوار والدبلوماسية، وضبط النفس، والعمل على احتواء الخلافات بما يسهم في خفض التوتر وتجنب التصعيد، تحقيقًا للأمن والاستقرار الإقليمي.

فيما دعت إيران البلدين إلى ضبط النفس، مؤكدة أن ذلك يساهم في استقرار المنطقة.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة