الإثنين 13 اكتوبر 2025

تحقيقات

السفير محمد حجازي يوضح أهم ملفات قمة شرم الشيخ للسلام ودور مصر بعد اتفاق السلام في غزة

  • 13-10-2025 | 11:42

السفير محمد حجازي

طباعة
  • أماني محمد

قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة السلام الدولية في مدينة شرم الشيخ، التي ستعقد اليوم، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومشاركة قادة وزعماء نحو عشرين دولة من مختلف أنحاء العالم، تُعد حدثاً غير مسبوق يمكن أن يمهّد الطريق نحو اتفاق سلام شامل، توفر له الأسرة الدولية الإطار الاستراتيجي الضروري لتمكين الوسطاء وأطراف النزاع من التباحث حول بنود هذا الاتفاق المهم، الذي يشكل خطةً إطاراً تحتاج إلى خطة تنفيذية تفصيلية يتم التفاوض حولها بنداً بنداً.

وأوضح "حجازي"، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المرحلة الأولى من المفاوضات استهلّت بمناقشة قوائم الأسرى وتبادل الأسرى والرهائن، وهي مفاوضات شاقة بين الأطراف، غير أنها حققت تقدماً ملموساً، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى، مضيفًا أنه مع نجاح هذه المرحلة، بات من الممكن المضي قُدُماً نحو مناقشة باقي البنود، مستفيدين من الآليات التي أُنشئت لتيسير الوصول إلى توافق شامل يحقق مكاسب هذه الخطة.

وأوضح أن الحشد الدولي الكبير في شرم الشيخ يؤكد رغبة المجتمع الدولي في دعم خطة سلام شاملة تُسهم في حل قضايا النزاع في الشرق الأوسط، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، بما يتيح تحويل المنطقة إلى فرصة واعدة للأمن والاستقرار والاستثمار والتجارة والتعاون الإقليمي.

وأكد السفير محمد حجازي أن حضور الرئيس الأمريكي ترامب ومشاركة هذا العدد من القادة الدوليين تعبير واضح عن تقدير المجتمع الدولي والولايات المتحدة للدور المصري ومكانتها المؤثرة في محيطها الإقليمي، خاصةً فيما يتصل بقطاع غزة والقضية الفلسطينية، موضحًا أن مصر تحظى بمصداقية وثقة كبيرة لدى مختلف أطراف النزاع، لما تقوم به من جهود حثيثة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لجميع شعوب المنطقة.

وأوضح أن العلاقات المصرية–الأمريكية استراتيجية عبر التعاون العسكري المستمر، كما ظهر في مناورات النجم الساطع الأخيرة بين الجانبين، إلى جانب الدور المصري الفاعل في  التوصل إلى اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار رغم خروقات الجانب الإسرائيلي، مؤكدًا أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، وهو ما عبّر عنه الرئيس ترامب في حديثه عن خطته التي تحتاج إلى جهد ضخم، ومن أهمه الجهد الدبلوماسي المصري رفيع المستوى الذي يتميّز بالمهنية والاحترافية، سواء من خلال الدبلوماسية الرئاسية أو وزارة الخارجية أو الأجهزة التنفيذية.

وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أنه في هذه المرحلة، من الضروري أن تخرج هذه القمة الدولية في شرم الشيخ بآلية تنفيذية واضحة، خاصة فيما يتعلق بالمرحلة القادمة التي تشمل استكمال الانسحابات الإسرائيلية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى جانب وضع آلية لإدارة قطاع غزة من خلال حكومة تكنوقراط فلسطينية ترتبط بالسلطة الوطنية الفلسطينية سياسيًا وقانونيًا.

ولفت إلى أن هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من تولي مسؤولياتها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، تنفيذًا لحكم محكمة العدل الدولية الصادر في يونيو 2024، الذي أكد أنّ الأراضي الفلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وأشار إلى أنه في المرحلة القادمة، سيتم إطلاق مؤتمر إعادة الإعمار، والذي ستستضيفه مصر ويعد من أولويات الدبلوماسية المصرية، كما أعلن وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر ستدعو الدول والشركاء للمشاركة في هذا المؤتمر الذي سيُعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الوطنية الفلسطينية، ليكون مدخلًا لتثبيت الأوضاع في غزة بعد نجاح مصر في إفشال مخطط التهجير القسري الذي سعت إليه بعض الأطراف المتطرفة في إسرائيل.

وأكد أن هذا الإنجاز يُعدّ مكسباً رئيسياً للقضية الفلسطينية، إذ تعمل مصر حالياً على تثبيت السكان وإغاثتهم بشكل عاجل، تمهيدًا لانطلاق مؤتمر إعادة إعمار شامل تشارك فيه القدرات الوطنية والدولية، بما يعيد إلى غزة مكانتها كجزء عزيز من الوطن الفلسطيني، ويعزز أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وأضاف أن مصر لا تغفل كذلك الجانب الإنساني ، إذ بادرت منذ فترة إلى إرسال مساعدات ضخمة إلى قطاع غزة شكّلت ما نسبته نحو 80% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع، ولا تزال تواصل جهودها في إعادة بناء المدن المهدّمة وتجهيزها لانطلاق عملية الإعمار الشامل، في إطار رؤية متكاملة للأسرة الدولية نحو سلام دائم وتنمية مستدامة في المنطقة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة