الإثنين 13 اكتوبر 2025

ثقافة

في مثل هذا اليوم.. نجيب محفوظ يضع الأدب العربي على خريطة نوبل ويتوج عالميًا

  • 13-10-2025 | 17:26

الأديب نجيب محفوظ

طباعة
  • دعاء برعي

أعلنت الأكاديمية السويدية في مثل هذا اليوم 13 أكتوبر عام 1988م، فوز الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب.

 وبحسب الأكاديمية حينذاك، فإن سبب منح الجائزة هي أعماله الغنية بالفروق الدقيقة، تارة واقعية برؤية واضحة، وتارة غامضة بشكل مثير، وأنه شكّل فنًا سرديًا عربيًا ينطبق على البشرية جمعاء، ليكون أول مصري وعربي يحصد جائزة نوبل للآداب.

ولم يكن فوز محفوظ بالجائزة الأرفع عالميا في مجال الأدب مجرد تكريم شخصي لكاتب كبير وموهبة فذة، بل كان اعترافًا عالميًا بقدرة اللغة العربية على التعبير عن أعماق الإنسان، وتجسيدًا لمسيرة إبداع امتدت لعقود، إذ نقل فيها محفوظ شوارع القاهرة وأزقتها إلى صفحات الأدب العالمي، لتصبح حواريها رمزًا للحياة الإنسانية بكل ما فيها من صراع وأمل وحكمة، ليصبح محفوظ أول مصري وعربي يحصد أرفع الجوائز الأدبية في العالم، فاتحًا الباب أمام الأجيال اللاحقة لتؤمن بأن الأدب العربي قادر على أن يخاطب العالم بلغته الخاصة دون ترجمةٍ لجوهره أو روحه، ويصبح منذ تلك اللحظة، رمزًا عالميًا للرواية العربية، وكُتب اسمه في سجل الأدب الإنساني إلى جوار كبار المبدعين الذين غيّروا وجه السرد في القرن العشرين.

 

وفقًا لما ورد على الموقع الرسمي لجائزة نوبل، ألقى الدكتور ستور ألين، عضو الأكاديمية السويدية، كلمة تقديم الجائزة، وجاء فيها:

"أصحاب الجلالة، أصحاب السمو الملكي، سيداتي وسادتي، في يوم نوبل، العاشر من ديسمبر عام 1911، تسلم الكاتب البلجيكي موريس ميترلينك جائزة نوبل في الأدب من يد الملك جوستافوس الخامس هنا في ستوكهولم، وفي اليوم التالي، وُلد نجيب محفوظ في القاهرة، تلك المدينة التي لم يغادرها إلا نادرًا، وظلت مصدر إلهامه الدائم وفضاءه الأدبي الأرحب."

وتابع قائلاً: "في القاهرة، تدور أحداث رواياته وقصصه القصيرة، فنجد حشد الشخصيات في زقاق المدق، ونتأمل أسئلة الوجود الكبرى في الثلاثية، ونصغي إلى أصوات المثقفين المتناقضة في ثرثرة على النيل، ونرى في قصصه ومسرحياته انعكاسًا حيًا للمجتمع المصري بكل تناقضاته وأحلامه."

وأضاف الدكتور ألين أن أعمال نجيب محفوظ يمكن قراءتها بوصفها شهادة حية على التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي شهدها القرن العشرون في مصر والعالم العربي، مشيرًا إلى أن أدبه اتسم بـ"النظرة العميقة والنبؤة الأدبية الدقيقة تجاه الواقع الإنساني."

وأشاد ألين قائلًا: "لقد أوصل نجيب محفوظ فن الرواية العربية إلى مرحلة النضج، فكانت أعماله من زقاق المدق إلى أولاد حارتنا، ومن اللص والكلاب إلى المرايا، تجارب سردية متنوعة تتراوح بين الواقعية النفسية والتأمل الرمزي والفلسفي."

وأضاف أن الزمن كان من أكثر القضايا التي شغلت محفوظ، مستشهدًا بعبارته الشهيرة في رواية السيد المحترم: "الزمن يقطع كالسيف، إذا لم تقتله، فإنه يقتلك."

وأشار إلى أن نجيب محفوظ يتمتع بمكانة لا مثيل لها في الأدب العربي، وأنه استطاع من خلال نثره الرفيع أن يمزج بين التراث العربي الكلاسيكي وروح الحداثة الأوروبية، مقدمًا نموذجًا أدبيًا يجمع بين الخصوصية المحلية والعالمية في آنٍ واحد.

وخلص الدكتور ألين في كلمته إلى: "لأسباب صحية، لم يتمكن السيد نجيب محفوظ من الحضور إلى ستوكهولم، لكننا نخاطبه اليوم من على هذا المنبر بكل التقدير. إن أعماله الغنية والمعقدة تدعونا إلى إعادة النظر في جوهر الحياة، وفي قضايا مثل الزمن، والحب، والمجتمع، والمعرفة، والإيمان. إن نثره يحمل جودة شعرية تتجاوز حاجز اللغة، وفي شهادتنا نقرّ له بفضله في صياغة فن السرد العربي الإنساني."

ودعا ممثلتَي الأديب الكبير، الآنسة أم كلثوم نجيب محفوظ والآنسة فاطمة نجيب محفوظ، لتسلُّم الجائزة من يد جلالة ملك السويد نيابةً عن والدهما، وسط تصفيق طويل من الحضور الذين وقفوا احترامًا لاسم مصر ولإبداع نجيب محفوظ.

الاكثر قراءة