نحتفل في 15 أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للمرأة الريفية، الذي يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في القرى والمناطق الريفية في تحقيق الأمن الغذائي، والتنمية الاقتصادية، والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض أبرز مجهودات الدولة المصرية لتمكين المرأة الريفية وجعلها عنصرًا فاعلًا في التنمية المستدامة، وإليك التفاصيل:
مبادرة "حياة كريمة"
تعد مبادرة حياة كريمة من أبرز المشاريع القومية التي انعكست إيجابيًا على المرأة الريفية، حيث استهدفت تطوير القرى الأكثر احتياجًا وتحسين الخدمات الأساسية بها، من تعليم وصحة، كما ساهمت في توفير فرص عمل للنساء من خلال مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، وإقامة مشروعات إنتاجية منزلية تديرها السيدات لتأمين دخل ثابت لأسرهن، وتحسين الخدمات الصحية من خلال إنشاء وتطوير مستشفيات ووحدات صحية ونقاط إسعاف في القرى، وتطوير البنية التحتية الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الأسرة، مثل مياه الشرب والصرف الصحي والطرق، وتنفيذ برامج توعية حول التغذية الصحية السليمة للفئات المختلفة، بما في ذلك النساء، وتقديم مبادرات اجتماعية لدعم الأسرة، مثل تسهيل زواج اليتيمات وتجهيز منازلهم.
برنامج "تكافل وكرامة"
يعتبر هذا البرنامج الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي من أكثر البرامج التي دعمت المرأة الريفية بشكل مباشر، حيث تستفيد منه ملايين السيدات، خصوصًا المعيلات، من خلال تقديم دعم نقدي شهري يساعدهن على تلبية احتياجات أسرهن، مع اشتراط التزام الأطفال بالتعليم والرعاية الصحية، بما يعزز مفهوم التنمية البشرية داخل الأسرة الريفية.
مشاريع ومبادرات القومي للمرأة:
أطلقت المجلس القومي للمرأة العديد من المشاريع والمبادرات لدعم المرأة الريفية، بهدف تدريب النساء في القرى على مهارات ريادة الأعمال، وإدارة المشروعات الصغيرة، والتسويق الإلكتروني للمنتجات الريفية مثل المشغولات اليدوية، ومنتجات الألبان، والأعشاب الطبيعية، كما تم إنشاء وحدات للتدريب في المحافظات لتأهيل المرأة لسوق العمل المحلي، وأطلق مشروع تحويشة، الذي يهدف إلى دمج المرأة في النظام المصرفي الرسمي، وتعزيز الشمول المالي والرقمي لها، ومشروع تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية، لعرض المشروعات التي يمكن أن تنشئها المرأة الريفية، والتدريب على كيفية التسويق وإدارة المشروع، ومشروع تكوين تحالفات منتجة بين النساء، والذي يهدف إلى تشجيع التعاون بين السيدات الريفيات لتكوين روابط أو مجموعات منتجة مشتركة، بحيث يحققن قوة إنتاجية وتسويقية أكبر عند العمل كمجموعة بدلاً من عمل مستقل، ومبادرة “تعزيز الابتكار لإتاحة الخدمات المالية للجميع"، لجعل الخدمات المالية متاحة للسيدات في الريف، من خلال التوعية والربط مع البنوك، وتحفيز الابتكار في الحلول المالية للنساء اللواتي قد يواجهن صعوبات في الوصول للخدمات البنكية التقليدية.
مبادرة "بنت الريف"
واحدة من أبرز البرامج الوطنية التي أطلقتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في مركز البحوث الزراعية، بهدف تعزيز دور المرأة الريفية وتحويلها إلى شريك فاعل في عملية التنمية المستدامة، تسعى إلى بناء قدرات المرأة الريفية وتمكينها من إدارة مشروعاتها الخاصة، لتصبح عنصرًا منتجًا يساهم في تحسين دخل أسرتهن وحياتهن اليومية، من خلال عقد الندوات التثقيفية بمحافظات الوجه البحري والقبلي، تتناول موضوعات متنوعة مثل ريادة الأعمال، والمهارات القيادية، والتغلب على التحديات الريفية، وكيفية إدارة المشروعات الصغيرة والتسويق الناجح للمنتجات المحلية، إلى جانب التعريف بمصادر التمويل المتاحة للنساء الريفيات، وعرض قصص نجاح واقعية لنساء استطعن تحويل أفكار بسيطة إلى مشروعات منتجة توفر لهن دخلاً ثابتًا وتُحدث أثرًا إيجابيًا في مجتمعاتهن.
مشروعات جهاز تنمية المشروعات الصغيرة
يقدم جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر تسهيلات تمويلية وتدريبية للنساء في القرى، لبدء مشروعات إنتاجية أو خدمية تدرّ دخلًا مستدامًا، وقد تم تخصيص برامج تمويل خاصة للمرأة الريفية، مع إعفائها من بعض الرسوم وتسهيل إجراءات الترخيص لتشجيعها على الاستثمار المحلي.